تعقيدات الوضع في أوكرانيا تزعزع ثقة العرب بواشنطن
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالاً عن عدم ثقة العرب في الولايات المتحدة الأميركية، حيث رأت أنهم ينظرون لواشنطن بشكل مختلف عما تحاول التسويق له من خلال الأزمة في أوكرانيا من خلال تجربة الثلاثين عاما الماضية.
وتسرد الصحيفة أسباب عدم ثقة العرب في أميركا ففي عام 1990 وفي رد من واشنطن حشدت أكبر تحالف دولي منذ الحرب العالمية الثانية؛ من أجل إخراج القوات العراقية من الكويت بما فيها نصف مليون جندي أميركي، وهو موقف استجاب له العرب سواء عن طريق المساهمة بالقوات أو باستضافة قوات التحالف.
لكن ما أقدم عليه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما من خلال مد يده للإخوان المسلمين وما أعقبه من قرار التخلص من الرئيس المصري حسني مبارك و تنازل أوباما عن سوريا لصالح روسيا إلى جانب مفاوضات واشنطن المستمرة منذ مدة مع إيران، هز ثقة العرب.
وتستطرد الصحيفة في وصف تزعزع ثقة العرب بأميركا إلى فترة الرئيس السابق دونالد ترامب وموقف اللامبالاة الذي انتهجه عقب ضرب منشأة نفطية في السعودية، وما حصلت عليه طهران من تنازلات غير متوقعة من دبلوماسيين أميركيين في محادثات فيينا النووية فضلا عن تقليص ردود أفعالها على الهجمات الإيرانية على بعض دول الخليج.
وبحسب المقال؛ فإن العرب استنتجوا أنه لا يمكن اعتبار الولايات المتحدة ضامنا موثوقا للأمن، وهو ما يتجلى من خلال رؤية نهج أميركا في أوكرانيا، كما يضيف التقرير أن مفاوضات معمر القذافي مع أميركا لتسليم برنامج بلاده النووي كانت مجرد مناورة أميركية لإقصائه عن السلطة وقتله بعد سنوات قليلة.
وتعتبر الصحيفة أن الواقع أكثر تعقيدا فالرئيس جو بايدن لم يتخذ خطوة مشابهة في أوكرانيا على غرار ما اتخذه سلفه جورج بوش عام 1990 بشأن حرب الخليج الثانية
ويختتم المقال بالقول إن واشنطن تحتاج إلى إيجاد طريقة ما لتعزيز ثقة العرب بها، فالدروس التي يمكن التوصل إليها من خلال الحرب في أوكرانيا؛ أن الأمن لا يمكن إيجاده إلا من خلال السعي لامتلاك أسلحة نووية.