تطورات الروسية: داعش احتمال
جدل حول ملابسات سقوط الطائرة الروسية، حيث رجح مسؤولون بريطانيون وأمريكيون أن يكون سبب تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية السبت الماضي "زرع عبوة ناسفة" على متنها.
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال: إن إسقاط الطائرة الروسية في مصر هذا الأسبوع بعبوة ناسفة يبدو أمرا مرجحا.
وأضاف قبل اجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يزور بريطانيا "لا يمكننا تأكيد أن الطائرة الروسية أسقطت بتفجير إرهابي، وإن كان هذا يبدو أمرا مرجحا على نحو متزايد."
وتابع، بحسب رويترز، أن بريطانيا تحركت قبل انتهاء التحقيق لأن معلومات المخابرات التي لديها "أثارت لدينا مخاوف من أنه كان تفجيرا إرهابيا على الأرجح."
فيما نقلت وكالة اسوشيتدبرس عن مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه قوله إن "أجهزة الاستخبارات الأمريكية استنتجت، بشكل مؤقت، أن تكون جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء زرعت عبوة ناسفة على متن الطائرة".
التحول الكبير في مسار قراءة الحدث، هو ما نقله موقع "رأي اليوم"، الذي يتبنى رأيا مغايرا بحسب ما وصفه بأنها تقارير خاصة من ذوي الاستطلاع، أن سقوط الطائرة كان بصاروخ دفاع جوي أدى إلى إختلال توازنها واشتعال النيران بها، وقال بأن "الصاروخ الذي أصاب الطائرة، والذي تمتكله ولاية سيناء (أنصار بيت المقدس سابقاً ) هو صاروخ إيغلا الروسي الصنع يُطلق من على الكتف ويمتاز بالدقة العالية ومناعته ضد التشويش الراداري، ولدى الصاروخ نظام رؤية ليلي ونظام توجيه نهائي إلى عادم المُحرِّك مع فيوز تقاربي تأخيري لينفجر داخل العادم فيضمن إسقاط الطائرة التي يستهدفها الرامي.
وقالت التقارير، إن هذا النوع من الصواريخ هي التي أعلن بوتين بيعها لسوريا في رسالة إلى الولايات المتحدة بأن روسيا لن تتراجع عن المنافسة في أسواق الأسلحة، وعندما تمدد التنظيم إلى الشام لم يُعرف أنه غنم هذا النوع من الصواريخ من مخازن السلاح التابعة للجيش السوري، ولكن (إمارة درنة الإسلامية) التابعة لتنظيم الدولة في ليبيا تمكنت من الإستيلاء على هذه الصواريخ من مخازن قوات الدفاع الجوي في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي وإنتشار الفوضى في البلاد وسيطرة التنظيم على مدينتي درنة وسرت ومناطق أُخرى، وبعد إندحار مقاتلي تنظيم الدولة في المعارك مع مقاتلي مجلس شورى مجاهدي درنة قاموا بتهريب بعض هذه الصواريخ المضادة للطائرات إلى ‘‘ولاية سيناء‘‘.
وكانت أجهزة الاستخبارات العسكرية في حلف الناتو قد طلبت من روسيا المساعدة في العثور على المجمعات الصاروخية التي تحمل على الكتف من طراز ‘‘إيغلا’’ التي إختفت في ليبيا خشية وقوعها في أيدي الإرهابيين، فصرّح في حينها رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ألكسندر فومين أن ذلك ليس ذنب روسيا، بل هو ذنب قوات الناتو التي قصفت ودمّرت ليبيا، وأضاف فومين قائلاً (هذه هي الديمقراطية التي ينشرها حلف الناتو، الآن يطلب منا المساعدة في العثور على صواريخ إيغلا)، ومعلوم أنه يمكن تهريب هذه الصواريخ عبر الحدود فوزن الواحد منها لا يزيد على 14 كيلوجراماً تقريباً وطوله أدنى من 6 أقدام.
وقالت التقارير أيضاً، أن عُملاء الموساد منتشرون في سيناء، وإذا علم الإسرائيليون عن خطة (تنظيم الدولة – ولاية سيناء) لإستهداف الطائرة الروسية أو رصدوا معلومة عنها فمن البديهي أنهم لن يبلغوا بها موسكو إذ أن عودة روسيا إلى المنطقة أربكت مخططات أمريكا وإسرائيل اللتان كانتا تدفعان نحو المزيد من التصعيد ضد سوريا.
وهذا ما كشفه موقع "ديبكا" الإسرائيلي في تقرير له، بأن هناك أنباء شبه مؤكدة عن سقوط الطائرة الروسية في سيناء بصاروخ أو مواد متفجرة مصدرها ليبيا، وأن هذا ما تتجنب القاهرة وموسكو الحديث عنه حتى اللحظة.
يذكر أن الرئيس السيسي طلب خلال لقائه برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مؤخرا المساعدة في القضاء على التنظيمات المتشددة في ليبيا، التي أصبحت مصدر الإمداد الأول بالسلاح والمقاتلين لتنظيم داعش بسيناء.