“تطاول أردوغان” يُفاقم التدخلات الخارجية في ليبيا
بعد احتلاله أجندات أبرز القمم السياسية وعناوين الأخبار في العالم، تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من إعادة بريطانيا إلى ملف الأزمة الليبية التي كانت قد ابتعدت منذ أشهر طويلة بسبب أزمة البريكست لخروجها من الاتحاد الأوروبي.
وناقش أردوغان هاتفياً مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الملف الليبي حيث اتفقا على الحاجة إلى عملية سياسية سلمية بين الأطراف الليبية المتنازعة بمساعدة الأمم المتحدة وبتنسيق من جانب برلين في مؤتمرها المقبل، كما أكد الطرفان على التزام بلادهما لمواصلة التعاون مع حلفائهم في الناتو في مجالات عدة على رأسها مكافحة الإرهاب في العالم.
وفي سياق متصل، رأت صحيفة موديرن بوليسي البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني بعد فوزه الكبير في الانتخابات وثقته في إنهاء قضية بريكست بات يعمل على إعادة لندن إلى خارطة أزمات الشرق الأوسط وعلى رأسها ليبيا وسوريا، مضيفةً نقلاً عن محلليها أن جونسون سيستمر في دعمه لمساعي الأمم المتحدة وفي ذات الوقت سيعمل على كبح جماح الأطراف الخارجية المتصارعة بالوكالة في ليبيا.
ورغم التوترات التي أثارها أردوغان مؤخراً، لكن أنقرة لا تزال تملك علاقات دبلوماسية جيدة مع لندن ما يضع حكومة جونسون في مقدمة الدول التي بإمكانها إجراء حوار واقعي لفهم نية أردوغان من وراء خرقه لقوانين مجلس الأمن الدولي بإرساله شحنات أسلحة في وضح النهار إلى ليبيا.
هذه التطورات المتلاحقة إن دلت على شيء، فهو تحول الصراع في ليبيا إلى حرب بالوكالة مع حكومات أجنبية تقف وراء كل من الأطراف المتحاربة، ووسط ذلك استمرت دول عدة في تغيير سياستها حول الأزمة في ليبيا أحياناً واكتفت بالصمت والابتعاد عن المشهد في أحيان أخرى، رغم تورطها منذ سنوات في تأزم الأوضاع.