تصريح المنقوش… (ناقوس الخطر)
سالم الهمالي
انهيار الدولة الليبية أصبح حقيقة واقعة لا يُجدي إنكارها، كيان ضعيف ومُشتت، على رأسه أطراف تتصارع فيما بينها على السلطة، ولا أدلَ على ذلك مما نشهده من توابع التصريحات “الخطيرة”، التي أدلت بها وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، خلال مقابلة معها أجرتها قناة البي بي سي.
قرار إيقافها عن العمل والتحقيق معها مختوماً بتوقيع مجلس رئاسي، وقرار يناقضه ويلزمها بالمواصلة من مجلس الوزراء!! … (ههههه)
المضحك والمبكي في ذات الوقت، أن كل الأطراف التي تتناهش السلطة، لا تملك سلطة فعلية في الداخل – عدا صرف الأموال – فما بالك بالخارج، إذ إن سفير إحدى الدول الكبرى، وغيره الكثير، هم من يحدد دفة السفينة ووجهة الإبحار.
نهب ثروة ليبيا، هو أحد أهم الأهداف لما حدث سنة ٢٠١١، وما بدا حينها بأنه دعم للشعب الليبي، أثبتت الأيام بما لا يدع مجالاً للشك، أنه دعوة مفتوحة لتدمير البلاد وسرقة خيراتها.
الأموال المودعة في مصارف أوروبا وأمريكا بعشرات المليارات، أكثر من عشرة أعوام بمردود غير ذي قيمة لصالح ليبيا، هو دعم لتلك الدول، بل إن إحدى الدول (بلجيكا) بدأت فعلاً باقتطاع ما طاب لها من تلك الودائع بحجة تعويض مصالحها.
الإعلام الإنجليزي، والساسة أيضاً، تداولوا طرح تعويضات إضافية لضحايا الجيش الأيرلندي، وها هي أمريكا تبحث مع السلطات الليبية إعادة فتح قضية القرن (لوكربي)، بعد أن قبضوا المليارات وسُجن مَن سجن، بل قضوا محكوميتهم وماتوا.
تفنيد السيدة وزير الخارجية يدعو للضحك، إذ إن المقابلة واضحة اللغة، ولا شك في أن السؤال كان يدور حول (الضمير المستتر)، والتصريح ليس الإيحاء فقط، بالتعامل مع الطلب الأمريكي بإيجابية، يُنبئ عن مرحلة متقدمة في تداول القضية، حتى وصلت لطرحها علناً في قناة البي بي سي!
المصيبة كبيرة، فمن كُنا نعتقد أنهم سيدافعون عن مصالح البلاد وشعبها، هم ذاتهم من يُفرطون في سيادتها وثرواتها، ومن أذعن في هذه القضية التي أكل عليها الدهر وشرب، بعد أن أُغلقت وأوصدت دونها الأبواب، لن يتوانى عن تقديم تعويضات بالمليارات من (الاحتياطي المجنب) لإرضاء الأجانب.
هذه التصريحات، سبقتها لقاءات ومداولات، تُرسل إنذاراً شديداً لكل ليبي بأن القادم لا يسُر.