تصريحات تُركية تنتهك السيادة الليبية على الملأ
تثير التصريحات التركية الأخيرة حول ليبيا جدلا واسعا بعد أن باتت تشير إلى إدارة فعلية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكواليس وخبايا المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي للبلاد.
“لن نعطي قوات حفتر فرصة للتفاوض في هذه المرحلة، ولا يمكن لشخص، يشكل خطرا دائما على مستقبل ليبيا، أن يجلس إلى طاولة المفاوضات الخاصة” هذه التصريحات ليست للسراج أو أي طرف سياسي ليبي بل جاءت على لسان الرئيس التركي خلال مؤتمر صحفي له مع السراج في أنقرة.
ويحمل هذا التصريح دلالات خطيرة ويصور أردوغان حاكما فعليا لليبيا يقرر مع من ومتى يتفاوض، ليغازله السراج في المؤتمر ويقدم له الشكر معربا عن تطلع حكومته إلى عودة قريبة للشركات التركية لإعادة إعمار ليبيا في صفقة معلنة أمام الملأ.
وتواصلت التصريحات التي تنتهك السيادة الليبية، عندما أكد الناطق باسم الرئاسة إبراهيم قالن في تصريح لصحيفة ملليت أن تركيا جلبت بقيادة أردوغان حالة توازن في ليبيا ومهدت الطريق للعملية السياسية قائلا إن هدفهم هو الاستفادة من الموارد البحرية التي ستجلب الفائدة للجميع على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
وعلى ما يبدو فإن الحكومة التركية لا تتردد في تطبيق النموذج الإيراني الذي ينتهج سياسة التوسع في السياسة الخارجية وعمقها الإقليمي بضلوعها في حرب فعلية على الساحة السورية والليبية كما أنها أسست قاعدتين عسكريتين في قطر والصومال.
ويخوض أردوغان صفقة عائلية في ليبيا، فمن المعلوم أن الرئيس التركي له صهران، أحدهما هو وزير المالية الحالي “بيرات آلبيرق” والذي كان وزيرا سابقا للطاقة وسارع في مباركة خطوات بلاده في التنقيب عن النفط قبالة سواحل ليبيا في وقت يعيش فيه الشعب الليبي والعائلات أسوأ حالات التمزق والمعاناة، وينزح عشرات الآلاف من مساكنهم وبلادهم.
والآخر هو “سلجوق بيرقدار”، صاحب الشركة التي تصنع طائرات من دون طيار وتصدرها إلى ليبيا ليكون المصدر الرئيس للطائرات التي تقصف الأحياء وتدمر التجهيزات العسكرية للجيش الوطني.
