تصدعات داخل حزب أردوغان
تقرير| 218
حليف الأمس المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه السابق، لا يعجبه الحال الذي آل إليه حزب العدالة والتنمية، فأحمد داود أوغلو الذي كان عضوا بارزا فيه، وزعيما له لسنتين، وجه انتقادات حادة للحزب، وعزا الأداء الضعيف له في الانتخابات البلدية الأخيرة إلى تحالفه مع القوميين في انعطافة غير موفقة بسياسته.
وبدأ تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية قبل الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو العام الماضي، وأسهم بشكل كبير بفوز أردوغان بالرئاسة التنفيذية، لكنه تسبب بتراجع مستوى التأييد للحزب، ما جعله يخسر كبرى معاقله، بانتخابات المجالس البلدية في أنقرة وإزمير وأخيرا إسطنبول التي خسرها رغم طعنه في النتائج، وإصراره على إعادة الانتخابات فيها.
ولم تقتصر انتقادات أوغلو العلنية لأول مرة، على تحالفات الحزب، بل ندد بالسياسات الاقتصادية التي ينتهجها، والقيود التي يفرضها على وسائل الإعلام، وهو ما ألحق بحسب رأيه ضررا كبيرا في عملية الفصل بين السلطات والمؤسسات.
كما لم يشر البيان الذي أصدره أوغلو وجاء في خمس عشرة صفحة، إلى أي احتمال لتشكيله حزبا جديدا، مفندا الأخبار والتكهنات التي تداولتها وسائل إعلام مرات عدة، عن نية سياسيين بارزين في حزب العدالة والتنمية بالانشقاق عنه لتأسيس حزب سياسي جديد، بل على العكس شدد على الحاجة للإصلاح، داعيا المسؤولين التنفيذيين والكيانات المعنية إلى تقييم كل هذه الأمور وإعادة تشكيل الرؤية المستقبلية بعقلانية وهدوء.