تركيا.. “تهوّر سياسي” مُلطخ بدماء الليبيين
غموض كبير يكتنف شحنات الأسلحة التي ضبطتها السلطات الليبية مرارا، والتي تنوعت بين حاويات أسلحة وطائرات شحن تحمل ذخائر تركية مختلفة، وقواعد لتسيير الطائرات بدون طيار. شحنات متعددة وفي أوقات مختلفة تشير إلى حجم الأسلحة التي يتم تهريبها إلى ليبيا ليتحمل شعبها أعباء تدخل قوى محلية وإقليمية كثيرة تضع مصالحها فوق مصالحه.
في سبتمبر 2015 ضبطت السلطات اليونانية سفينة تركية محملة بالأسلحة كانت تتجه إلى ليبيا، حين داهم زورق تابع لخفر السواحل السفينة التي أبحرت من ميناء إسكندرون التركي إلى ميناء هيراكليون على جزيرة كريت اليونانية.
وفي شهر ديسمبر 2018 وصلت سفينة تركية إلى ميناء الخمس محملة بالأسلحة والذخائر وقالت خدمات الجمارك بمطار بنينا في بنغازي حينها، إن الشحنة التي أرسلت من تركيا شملت 3000 مسدس تركي الصنع إضافة إلى مسدسات أخرى وبنادق صيد وذخائر.
فبراير 2019 أعلنت سلطات الجمارك مصادرة شحنة أسلحة في ميناء الخمس البحري مصدرها تركيا وتتكون من 9 سيارات هجومية مصفحة من نوع “تويوتا سيراليون” مع مدرعات قتالية تركية الصنع قادمة من أحد الموانئ التركية بدون أي مستندات أو جهة تسليم شرعية فى ليبيا كوزارة الدفاع أو الداخلية.
وإلى مايو الماضي وصلت سفينة أمازون التركية إلى ميناء طرابلس قادمة من ميناء سامسون التركي حاملة على متنها 40 مدرعة لصالح المجموعات المسلحة والجماعات التي تدعمها حكومة الوفاق.
وفي ذات الشهر، أكد اللواء خالد المحجوب آمر إدارة التوجيه المعنوي بقوات الجيش الوطني وصول فريق كامل من الخبراء العسكريين الأتراك مُشيراً إلى أن عددهم نحو 12 عسكريا عن طريق طائرة إلى مطار مصراتة.
عقب ذلك، أعن الجيش رصد صفقة تركية تمثلت في تسليم شحنة أسلحة لمجموعات مسلحة موجودة في مدينة مصراتة، وتمت من خلال إرسال ذخائر وأسلحة عن طريق طائرة شحن خاصة بالتموين.
وفي شهر يوليو الماضي، تم رصد وصول طائرات شحن كبيرة الحجم كانت تحمل على متنها شحنة من الطائرات بدون طيار من تركيا إلى مطار معيتيقة الدولي.
مُسلسل التدخلات التركية في ليبيا تواصل حتى شهر سبتمبر الجاري، حيث أعلن الجيش الوطني الكشف عن غرفة طائرات مسيرة “درونز” ومخازن للأسلحة والذخيرة في مواقع تابعة لقوات حكومة الوفاق في مدينة الزاوية.
يوماً بعد يوم تنكشف حقيقة الدعم التركي للمجموعات المُسلحة التابعة لحكومة الوفاق والذي يعكس مدى استماتة أنقرة للسيطرة على زمام الأمور في ليبيا التي تُعاني ويلات الحروب وانتشار السلاح منذ نحو 8 أعوام.