أجرى رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان محادثات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، في إطار جهود أطلقتها تركيا لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة لموقع “المونيتور” الإخباري.
وأشارت تلك المصادر إلى وجود حركة دبلوماسية مستمرة بين البلدين، تخللها عقد سلسلة من الاجتماعات بينهما دون ذكر مكانها أو تاريخها، بعد أن فترت العلاقات عقب الهجوم الإسرائيلي على سفينة المساعدات التركية مرمرة قبالة شواطئ غزة، واعتراض أنقرة على نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
تنسيق دائم
التنسيق بين الدولتين لم ينقطع، إذ سبق واجتمع “فيدان” مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة المخاوف الأمنية المشتركة في سوريا وليبيا، غير أن الجولة الأخيرة كانت تهدف تحديدًا إلى رفع مستوى العلاقات بينهما وتتويجها بتبادل السفراء.
وعزا محللون رغبة تركيا بذلك إلى قناعتها تماماً بأن التعامل مع إسرائيل مفتاح الفوز بتأييد فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، فإدارة بايدن لن تُظهر تساهلاً مع عدوانية الرئيس التركي رجب أردوغان، وإرساله المرتزقة السوريين إلى ليبيا وأذربيجان.
“إس -400”
تحكم العلاقة بين أميركا وتركيا عوامل تصعيد أخرى، منها الاستفزازات التركية شرقي المتوسط بذريعة التنقيب عن مصادر الطاقة في المياه الإقليمية لجارتيها اليونان وقبرص، وهو عامل استفزاز لدول الاتحاد الأوروبي أيضا، إضافة لقلق أنقرة الأكبر من فرض واشنطن عقوبات عليها بسبب شرائها صواريخ إس -400 الروسية ودور بنك خلق التركي الكبير في تسهيل تجارة الذهب غير المشروعة بمليارات الدولارات، في ظل غياب الحماية التي كان يُؤمنها الرئيس دونالد ترامب لأردوغان.
ونقل موقع “المونيتور” عن باحثة في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي قولها إن هناك فرصة لطي الصفحة لما فيه مصلحة البلدين، إذ يمكن لهما أن يُظهرا حُسن نية لإدارة بايدن القادمة والتي ستكون بلا شك، أكثر اهتمامًا بتخفيف التوترات بين إسرائيل وتركيا من إدارة ترامب، التي لم تناقش هذه الأجندة على الإطلاق، غير أن آخرين حذروا من أن استضافة أنقرة المئات من نشطاء حركة حماس، وبينهم إرهابيون مدرجون في قائمة الولايات المتحدة، ستزيد من عزلة تركيا عن المجتمع الدولي، كما تتهمها مصر بإيواء خصومها من الإخوان المسلمين.
حلم استعادة الأمجاد العثمانية
الإحجام الأميركي عن المشاركة الدبلوماسية والعسكرية في المنطقة زاد من فرص نجاح تركيا باستعادة الأمجاد العثمانية، عبر إنقاذها حكومة الوفاق الليبية من بين فكي الجيش الوطني، ومساعدة أذربيجان على هزيمة أرمينيا واستعادة السيطرة على إقليم ناغورني كاراباخ، غير أن تركيا وجدت نفسها معزولة فجأة بعد توحيد الجهود بين إسرائيل ومصر واليونان وقبرص ضد عمليات التنقيب التي تقوم بها سفنها بحثا عن مصادر الطاقة شرقي المتوسط، وتوصلت تلك الدول إلى مجموعة من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والعسكري.