ترامب وتيك توك.. الرهان الخاسر
آلاء الفرجاني
يخُوض ترامب حربًا ضرية ضد الشركات الصينية وتحديداً التكنولوجية والرقمية، والتي ازدهرت خلال الألفية الثانية وبشكل متسارع ومخيف في آن واحد، إذ يرى المتخصصون في الاقتصاد السياسي والدراسات المستقبلية إمكانية هيمنة الصين على الاقتصاد العالمي قبل عام 2050 بنسبة 20% ما يجعلها تستحوذ على المركز الأول، وهذا بالطبع لا يروق للرئيس الأمريكي.
وآخر هذه المناورات كان بسبب إعلان ترامب لإمكانية حظر تطبيق التيك توك المتخصص في بث مقاطع الفيديو القصيرة والموسيقية، متهمًا الصين بمحاولة اختراق الأمن القومي والرقابة الأمريكية، والتجسس، وأمهل شركة بايت دانس الصينية 45 يومًا فقط لبيع التطبيق، وإلا سيتم حظره.
لقد اعتدنا لهجة التهديد والوعيد في كل ما يقوله ترامب وحول أي موضوع، ولكن.. المنطق يجعلنا نتساءل.. لماذا يخشى ترامب تيك توك؟ ولماذا كل تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي هي لشركات أمريكية أو اشترتها أمريكا كـ فيسبوك، وعلى غرار الفيسبوك هنالك تويتر، يوتيوب، سناب تشات، لينكد إن، إنستغرام؟
يبدو أن ترامب يعيش صراع السيطرة، ولا يريد لأي أحد أن يبتكر ويبدع خارج فلك بلاده.
ومن جهة أخرى أعلنت بايت دانس الشركة الصينية المالكة للتطبيق أنها تدرس نقل مقر المنصة خارج الولايات المتحدة، حيث إن هذا القرار بمثابة إبرة مخدر للرئيس الأمريكي الذي أعطى مهلة 45 يوما لشركة مايكروسوفت الأمريكية للاستحواذ على التطبيق الصيني.
ووفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية يستخدم تطبيق التيك توك في الولايات المتحدة نحو 80 مليون شخص أغلبهم من المراهقين وأقل من 20 عاماً، فيما يستخدم التطبيق حول العالم أكثر من مليار شخص.
إن نتائج هذه الصراعات والتوترات وفي ظل ما يشهده العالم من فوضى بسبب فيروس كورونا، تُلقي بضلالها على عدة عوامل اقتصادية أخرى، لا شك أن أهمها هو ضعف الطلب على النفط والمرتبط بأسعار العملات أيضأ.