ترامب لا يستطيع تجاهل تصاعد “قوة حفتر”
نشر موقع (عين على الشرق الأوسط) مقالا حول موقع قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر في الأزمة السياسية الليبية، منبّها أن الرئيس القادم لأميركا لا يمكنه تجاهل حفتر في أي اتفاق سياسي جديد حول القضية الليبية.
وأشار المقال إلى وعود إدارة ترامب بإقامة تحالفات جيوسياسية جديدة، وأن ليبيا لن تكون بعيدة عن رياح التغيير في السياسات القادمة، لأنه وبعد سنين من الإطاحة بنظام القذافي، بدأ حفتر في استخدام ثقله بعد سيطرة قواته على الهلال النفطي، وحصدِ المزيد من التأييد العالمي، وهو ما جعل الكثيرين يرون أن الإدارة الأميركية القادمة ستنظر بعين الرضا إلى رجل ليبيا القوي حفتر.
ويذهب المقال إلى ازدياد حالة التوتر في طرابلس حيث تتمركز حكومة الوفاق بعد إعلان الجيش الوطني عن تحشيد قوات في قاعدة الوطية، وأن التوتر بين المليشيات المتصارعة قد زادت حدته بعد إعلان قوات البنيان المرصوص انتصارها ضد داعش في سرت.
عجز حكومة الوفاق
لقد وصل الوضع في طرابلس إلى نقطة الغليان بسبب النقص الحاد في السيولة، وانقطاع الكهرباء والمياه، وما يبدو أنه عجزٌ واضحٌ في حكومة الوفاق الوطني. وبالتالي فالعاصمة مثل ثمرة جاهزة للقطف بالنظر إلى انشغال الكتائب في صراعات داخلية.
ومن غير المحتمل أن يتحرك حفتر إلى طرابلس أو للسيطرة على آبار النفط في الغرب لأن هذه الخطوة سينجم عنها ردود أفعال شديدة للغاية. لكن الإعلان عن الزحف إلى طرابلس قد يكون إشارة إلى قوته المتعاظمة للداخل وللقوى الإقليمية والدولية على حد سواء. وقد تجبر الأطراف المتعددة على إفساح المجال له كي يكون من ضمن الترتيبات المستقبلية والحوار حول مستقبل ليبيا.
يبدو أن استراتيجية حفتر قد نجحت، فقد أعلنت روسيا أن حفتر هو رجلها في ليبيا. ورغم أن الأمم المتحدة وغالبية الدول الغربية تدعم الاتفاق السياسي الليبي إلا أن هناك بعض التغييرات في الأفق، فقد أعلن المبعوث الأممي، كوبلر، مؤخرا أن اتفاق الصخيرات (ليس نقشا على الحجر) ، وأن من المحتمل إعطاء حفتر نوعا من السلطة بعد تعديل الاتفاق السابق.
ويختم المقال بالقول “لكن ما يبدو مؤكدا أن تصاعد قوة حفتر محليا ودوليا يعني بالضرورة ضمه مع حلفائه إلى العملية السياسية في ليبيا. وأن ترامب بمرونته الدبلوماسية، ورغبته في الدفاع عن المصالح الأميركية في الخارج، قد يكون الشخص المناسب للقيام بذلك.”