تحقيق بـ”حوش كندي” للساعدي يكشف “نشاطات إجرامية”
218TV | خاص
كان يفترض ألا تثير شقة سكنية في أحد الأحياء الفاخرة في مدينة تورونتو الكندية أي جلبة أكثر من تحقيق أمني عادي بسبب مطالبة السلطات في ليبيا بملكية هذه الشقة على اعتبار أن الساعدي نجل العقيد معمر القذافي قد قام بشرائها وتطويرها قبل نحو عشر سنوات، وأن هذه الشقة وفقا لقرارات مجلس الأمن بتجميد أصول وأموال أفراد عائلة القذافي قد أصبحت ملكاً ليبياً، لكن الشرطة الكندية وجدت “خيوطاً إجرامية” لها صلة بهذه الشقة، وفق تقرير نشرته صحيفة “ذا بوست مللينشيال”.
ويقول تحقيق الصحيفة إن شركة (SNC-Lavalin) دفعت من جيبها الخاص عام 2009 نحو ربع مليون دولار أميركي لمصممي ديكور لإعادة تطوير وتأثيث شقة تورونتو العائدة للساعدي، والتي لم يكن قد مرّ على شراء الساعدي لها أكثر من عام، إذ كان الساعدي يستعد في العام الذي طُوّرت به شقته وفقا لرغباته وذوقه لحضور مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، إذ كانت هذه المرة الأخيرة التي يُقيم فيها الساعدي في الشقة، التي أصبحت الآن محل نظر قضائي أمام محكمة دولية لحسم ملف ملكيتها.
وتعتقد الشرطة الكندية التي تُحقق الآن بصلة هذه الشقة بمخالفات جسيمة ارتكبتها شركة كندية داخل وخارج كندا في السنوات العشر الماضية، أن الشقة التي يصل ثمنها إلى أكثر من مليون ونصف المليون دولار أميركي، كانت مدخلا لنشاط إجرامي متعدد اتضحت بعض صوره، فقد يكون مبلغ إعادة التصميم والتأثيث وفقا لرغبات نجل العقيد مقدمة لنشاط تجاري مشبوه بين الشركة الكندية وابن القذافي، حيث ثبت دور للشركة في إرسال أموال ضخمة للساعدي، كما نفّذت أعمالا تجارية لصالح الساعدي خارج ليبيا، كما قامت بتأمين صفقات لشراء يخوت له، وهو ما يشير إلى احتمالية ضلوع الشركة الكندية والساعدي بعمليات رشوة وغسيل أموال وتنفيذ أعمال بالمخالفة للقوانين في كندا.
وباتت الشركة الكندية (SNC-Lavalin) تواجه الآن تهما جنائية متعددة، بسبب صلات لها بمحاولات لتهريب الساعدي القذافي إلى المكسيك بعد سقوط نظام والده في أغسطس 2011، ثم مقتل العقيد في أكتوبر من العام ذاته، قبل أن يُلْقى القبض على القذافي الابن، وإيداعه السجن في ليبيا، إذ لا يزال في محبسه رغم إصدار محكمة ليبية حكما بتبرئته من قضية واحدة رُفِعَت عليه، دون أن يُعْرَف ما إذا كان لا يزال محبوسا على ذمة قضايا أخرى قيد النظر.