“تحريف وتزييف”.. لا تصدّقوا كل ما قيل عن ليبيا
أثار تقرير قناة “CNN” الأميركية حول مزاعم تتحدث عن وجود أسواق لبيع العبيد في ليبيا، روّاد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وتناقلوا مقاطع فيديو قالوا إنها توثّق انتهاكات بحق أفارقة في ليبيا، ليتبين من خلال البحث عن مصادر الفيديوهات وتاريخها أنها لم تكن في ليبيا وصورت في أوقات سابقة، ما يؤشر على حجم الاستهداف المنظم الذي استغله البعض للانقضاض على ليبيا.
الفيديو المزيف الأول الذي تحدثت عنه “فرانس 24” كجزء من أمثلة عديدة للهجوم الأخير على ليبيا، كان لرجال يرتدون لباسا عسكريا غير معروف، يقومون بضرب رجل أسود البشرة، ويحاولون إحراق شعره ولحيته باستخدام ولاعة، وهذا الفيديو تناقلته آلاف الحسابات في “فيسبوك”، ووضفته كمثال لما يعانيه المهاجرون في ليبيا، إلا أن الأمر لم يكن كما روّج له، وتاليا الدليل على ذلك:
أولا: اللهجة
لا تحتاج كثيرا من التأمل ليتضح لك أن لهجة المسلحين مختلفة تماما عن اللهجة الليبية، حيث سيبدو لك أن المسلحين يتحدثون بلهجة شرق أوسطية وليست ليبية.
ثانيا: وقت نشر الفيديو
بالبحث قليلا في محرك البحث “غوغل” عن كلمات “سوداني” و”تعذيب”، يظهر لك الفيديو بعدة مواطن وبتواريخ قديمة.
ثالثا: مكان التصوير
بمواصلة البحث في مختلف المصادر تبين أن الفيديو تم تصويره في الموصل في 25 يونيو 2017، أثناء معارك الجيش العراقي ضد تنظيم داعش في الموصل،
رابعا: الشخصيات في الفيديو
رجال الأمن الذين ظهروا بالفيديو هم عناصر من الشرطة الاتحادية العراقية، وكانوا يعذبون سودانيا ويتهمونه بالانتماء لداعش.
وفي نهاية يونيو الماضي قام وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي بتقديم اعتذار رسمي للجانب السوداني، بعد أن تبين أن الرجل الذي ضرب تاجر يعمل في الموصل منذ نحو عشرين عاما، ومنح الجنسية العراقية كنوع من التعويض.