تحرك دولي لاستغلال “الفرصة النادرة” في ليبيا
استضافت العاصمة الألمانية برلين، مساء اليوم الإثنين، مؤتمراً دولياً بتنظيم ألماني وتعاون أممي، عبر الإنترنت، لبحث التسوية السياسية للأزمة الليبية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن مستقبل ليبيا على المحك، داعياً الأطراف الليبية إلى تحمّل مسؤوليتها من أجل وقف دائم لإطلاق النار، والمساهمة في الحوار السياسي الذي تيسره الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن التطورات الأخيرة تمثل فرصة نادرة لإحراز تقدم حقيقي في البحث عن السلام والاستقرار في ليبيا.
وناشد غوتيريش في مستهل المؤتمر، بتشجيع ودعم جهود السلام في ليبيا، والالتزام بمخرجات مؤتمر برلين والتي تشمل التنفيذ الكامل وغير المشروط لحظر توريد الأسلحة، مشدداً على وقف الشحنات الخارجية للأسلحة وغيرها من أشكال الدعم العسكري على الفور.
ودعا غوتيريش المجتمع الدولي لدعم ليبيا حتى تستعيد قدرتها لتوفير الخدمات الأساسية والأمن للمواطنين الذين تدهورت ظروفهم المعيشية نتيجة الصراع وسوء الإدارة والفساد المستشري، لافتاً إلى أهمية المراجعة المالية الدولية التي أطلقتها البعثة الأممية لخلق الثقة والشفافية للموارد الليبية.
وبيّن أن مليون ليبي يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بعد نزوح أكثر من 425 ألفاً من ديارهم بسبب الصراع. كما دعا للرفع الفوري غير المشروط للحصار المفروض على إنتاج وتصدير النفط، وتفكيك شبكات الاتجار بالبشر وإطلاق سراح اللاجئين والمهاجرين المحتجزين في ظروف غير إنسانية.
وطالب غوتيريش بضرورة وقف انتهاكات حقوق الإنسان وعدم الإفلات من العقاب معلقاً على مسألة المقابر الجماعية التي اكتشفت في ترهونة في يونيو الماضي.
تفاؤل ألماني حذر
أعربت ألمانيا عن “تفاؤل حذر” بإمكانية حل الصراع في ليبيا، حيث قال وزير الخارجية هيكو ماس، بعد مشاركته في رئاسة المؤتمر، إن الوضع في ليبيا قابل للتحسّن، ويجب على المجتمع الدولي اغتنام الفرصة.
وأضاف الوزير “هناك سبب للتفاؤل الحذر – نرى علامات متزايدة على التحول من المنطق العسكري إلى المنطق السياسي”.
“فرصة مثالية”
من جهته، قال وزير الخارجية سامح شكري، إن المجتمع الدولي أمام “فرصة مثالية للتوصل إلى تسوية سياسية تراعي كافة الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الليبية”.
وأضاف شكري خلال مشاركته في المؤتمر عبر الإنترنت، أن التسوية السياسية يجب أن تأخذ في الاعتبار “التوزيع العادل للسلطة والثروة، وتنهي أية تدخلات خارجية، وتقضي على وجود الإرهابيين والمرتزقة والقوات الأجنبية على الأراضي الليبية”.
وطالب شكري بأن تترجم إرادة الدول في إنفاذ جميع توصيات مؤتمر برلين، وتحويلها إلى إجراءات ملموسة ودفع الأطراف الليبية إلى احترام مخرجات برلين.
وأعرب الوزير عن أمله في ألا تصل مصر إلى مرحلة تضطر فيها إلى حماية مصالحها وأمنها القومي بالشكل الذي تراه.
دعم بريطاني
بدوره، أكد وزير خارجية بريطانيا، دومينيك راب، دعمه للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، لمساعدة ليبيا على رسم طريق نحو السلام.
وأضاف دومينيك راب، في تغريدة، أن المشاركين في المؤتمر الدولي والأممي في برلين، اتفقوا على دعم ليبيا لتتمكن من تحقيق السلام، وأكد أن “محادثات ليبيا هي فرصة مهمة للقيام بذلك وأنا أحث جميع الأطراف على الاستفادة القصوى منها”.