تحذيرات أممية من هشاشة الوضع الأمني في ليبيا
حذرت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو من هشاشة الوضع الأمني في ليبيا، الذي يسيطر عليه التوتر، منتقدة إجلاء أكثر من 400 أسرة نازحة من تاورغاء بشكل تعسفي من مخيمات في طرابلس.
تحذيرات أممية شاركتها مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن خلال جلسة الخميس، التي خصصت لبحث الوضع في ليبيا، والتي أكدت أن فرصة الاتفاق السياسي تتلاشى تدريجياً، داعية المسؤولين الليبيين إلى اتخاذ القرار السليم، مجددة تلويحها بالعقوبات في مواجهة معرقلي الانتقال السياسي.
من جانبها أكدت مندوبة المملكة المتحدة في مجلس الأمن، أن الأولوية يجب أن تكون حماية وقف إطلاق النار في ليبيا وإجراء الانتخابات وانسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية، داعياً في الوقت نفسه لعدم تسييس المؤسسة الوطنية للنفط وإغلاق النفط الذي يضر بالشعب الليبي.
القلق الدولي في مجلس الأمن أظهره أيضاً مندوب كينيا في مجلس الأمن الذي عبّر عن شعوره بالقلق من التحشيدات العسكرية في طرابلس، داعياً لنبذ العنف والمصالحة، ومشيراً إلى التزام الاتحاد الأفريقي بدعم عملية المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا، وضرورة الحفاظ على الأصول الليبية المجمدة إلى حين إعادتها للشعب الليبي، والتي يجب أن تتم أي إجراءات تتعلق بها بالتشاور مع السلطات الليبية.
وأشادت مندوبة إيرلندا في مجلس الأمن بمشاورات المسار الدستوري التي عدتها عملية بنّاءة، والسبيل الوحيد للوصول إلى انتخابات موثوق بها، وهي إشادة تناغمت مع الموقف الروسي الذي دعا مندوبها في مجلس الأمن لإعادة إطلاق العملية السياسية والدعوة لانسحاب متوازن ومنظم لكافة القوات الأجنبية، مجدداً الدعوة الروسية لتعيين رئيس جديد للبعثة الأممية بشكل سريع بعد أن يحصل على موافقة ودعم الليبيين أنفسهم.
وكشف مندوب الصين في مجلس الأمن عن دعم بلاده لجهود تعيين مرشح أفريقي في أقرب وقت، كرئيس للبعثة الأممية في ليبيا، داعياً لإعادة إنتاج النفط في ليبيا بمعدلاته الطبيعية لتعزيز الاستقرار في أسعار النفط العالمية، متناغماً مع دعوة المندوب الإماراتي في المجلس لإعادة هيكلة البعثة الأممية في ليبيا، وتعيين رئيس لها من قبل الأمين العام على وجه السرعة.
وبدى الموقف الفرنسي مخالفاً بشكل صريح للمواقف الروسية والصينية، حيث دعا المندوب الفرنسي في مجلس الأمن لتمديد ولاية البعثة الأممية والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقاتها الخاصة بليبيا، مثنياً على جهود اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، وإخراج المرتزقة ونزع السلاح وإعادة الإدماج، معرباً عن دعم بلاده لجهود عملية إيريني في مراقبة قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا، وتمديد أذوناتها اللازمة لإكمال مهامها.
وحذر مندوب الهند في مجلس الأمن من قدرة تنظيم داعش على شن هجمات في ليبيا، والذي عده أمراً مقلقاً ويجب مكافحته، مشيراً إلى أن معسكرات تدريب داعش الموجودة جنوب ليبيا تستدعي تحركاً من المجتمع الدولي.
من جانبها أكدت مندوبة المكسيك في مجلس الأمن أن صنع القرار في مجلس النواب الليبي، شهد بعض الأحداث التي تبيّن أن هذا المجلس لم يتوصل لنتائج مقبولة لتلبية تطلعات الليبيين، منتقدة ترهيب النشطاء في ليبيا وتضييق الحيز المتاح للمجتمع المدني، توجّهٌ وافقه مندوب ليبيا في مجلس الأمن الذي رأى أن فشل المجلس في محاسبة من عرقلوا الانتخابات في ليبيا، وهو ما أفقده ثقة الليبيين وشجع المعرقلين، رافضاً الاتهامات المتعلقة باتساع دائرة الإساءة للمهاجرين غير القانونيين في ليبيا، قائلاً: “إن كنتم ترون ليبيا جحيماً بالنسبة للمهاجرين، فافتحوا أبواب الجنة لديكم لاستقبالهم”.