تباين الآراء بشأن تعيين مبعوث أممي أفريقي لليبيا
لاقى مقترح تعيين الأمم المتحدة لمبعوث أفريقي لقيادة البعثة الأممية للدعم في ليبيا أصداء واسعة بين الخبراء بالشأن الليبي والمحللين السياسيين، فيمن يرى المقترح لصالح روسيا وأصوات أخرى رأت غير ذلك، فيما اشترك الاتجاهان في أن الإجراء يصب في محاولة الحد من الانفراد الأميركي بالملف الليبي.
ورأى المحلل السياسي أيوب الأوجلي -في هذا الصدد- أن “تعيين مبعوث أفريقي لليبيا، ليس خطوة نحو الحل، بل خطوة تريد بها روسيا فرض رؤيتها واستبعاد النظرة الأحادية، التي تعمل بها الولايات المتحدة الأميركية، عن طريق المستشارة ستيفاني ويليامز”.
وأوضح الأوجلي في تصريح له لموقع “السياق”، أن أميركا تريد استمرار المستشارة ويليامز، التي تعمل بشكل متناغم مع السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، مؤكداً أنها ستفتح الطريق لواشنطن لتنفيذ خطتها المستقبلية في ليبيا، التي أُعلِن عنها.
كما أكد الأوجلي أن الوضع أصبح أكثر وضوحاً، ورأى أن “الصراع الدولي هو العائق الحقيقي لحل الأزمة الليبية”، مشيراً إلى أن الجانب الروسي لديه مرشح أفريقي سيعمل لمصلحة الكرملين، أما عن الدور المصري في دعم المرشح الأفريقي، فقد رأى أن القاهرة داعمة لحل الأزمة الليبية، ولها دورها الفاعل في الملف الليبي وأنها ستؤدي الدور ذاته، وربما بصلاحيات أكبر في المستقبل.
أما المحلل السياسي جمال الفلاح، فصرّح للموقع ذاته بأن ثمة دعوات ليبية وأفريقية وأوروبية، بضرورة تعيين مبعوث أفريقي لليبيا، لكون الأخيرة منضوية تحت لواء الاتحاد الأفريقي، نافياً أن يكون المطلب روسياً فقط، كما أكد أن الدول الأوربية وبينها روسيا، قد رأت ضرورة تعيين مبعوث محايد، خاصة بعد أن استفحل النفوذ الأميركي في ليبيا، ما تسبب في مخاوف لدى موسكو من إمكانية إخراجها من ليبيا.
وأشار الفلاح إلى أن مصر والبرلمان الليبي والاتحاد الأفريقي يرون بضرورة تعيين مبعوث أفريقي، لتقليل التدخلات في الشأن الليبي، مؤكداً أن هناك دعماً لهذا المقترح، الذي يرون ضرورة وجوده كوسيط محايد في الأزمة الليبية.