تأكيداً لما نشرته “218”.. تحوّل دبلوماسي أمريكي في ليبيا
تأكيداً لما نشرته قناة “218” في 7 فبراير الماضي، قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسمية السفير الأميركي الحالي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، رئيساً للبعثة الأمريكية في ليبيا بالإضافة لمهام منصبه.
وكشف مصدر لـ218، في 7 فبراير الماضي، أن الإدارة الأميركية تعتزم تعيين سفير جديد لها ومبعوث خاص إلى ليبيا.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان، الاثنين، السفير نورلاند سيقود الجهود الدبلوماسية الأمريكية لتعزيز الدعم الدولي لحل سياسي شامل وقابل للتفاوض يقوده الليبيون ويتم تيسيره من خلال الأمم المتحدة.
وأشار البيان إلى أن نولاند سيُجري تواصلاً دبلوماسياً مركزاً رفيع المستوى لدعم العملية السياسية الليبية للوصول إلى الانتخابات في 24 ديسمبر 2021. وسيعمل عن كثب مع الشركاء الرئيسيين لتعزيز الجهود لإبقاء العملية السياسية على المسار الصحيح وضمان إخراج القوات الأجنبية من ليبيا.
وأضاف بيان الخارجية أن نورلاند سيعمل عن كثب مع الزملاء بين الوكالات في واشنطن، والمجتمع المدني، والشركاء الإنسانيين لتعزيز دور الولايات المتحدة في دعم الشعب الليبي بنشاط في سعيه لتحقيق السلام الدائم والأمن والازدهار في بلدهم. كما سيبقي المبعوث الخاص للولايات المتحدة الكونجرس على اطلاع وثيق بجهودنا”.
أهداف الخطوة
من جهتها، اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن هذه الخطوة مؤشر على نية لزيادة الجهود الأمريكية لإنهاء التدخل العسكري الأجنبي وإنهاء فترة طويلة من الاضطرابات التي أعقبت ثورة فبراير.
وأضافت الصحيفة أن التعيين يشير أيضًا إلى تكثيف المحاولات الأمريكية، التي لم تنجح حتى الآن، لإقناع الدول المتورطة في الأزمة الليبية بإنهاء دورها في تحويل ليبيا إلى منطقة صراع كبير بالوكالة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، تحدث إلى الصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الدعم الأمريكي لحكومة الوحدة الليبية التي تم تشكيلها مؤخرًا، والتي تسعى جاهدة للتغلب على التوترات بين الفصائل، واستعادة الأمن والخدمات الأساسية، ورسم طريق نحو الانتخابات في 24 ديسمبر.
وأضاف المسؤول: “من خلال تكثيف مشاركتنا الدبلوماسية مع الليبيين ومع المجتمع الدولي، أعتقد أن الفكرة هي محاولة التحرك بشكل أكثر فاعلية نحو نوع من التخفيض المحايد والمتوازن وانسحاب القوات الأجنبية”.
وأشار إلى أن المقاتلين والقوات شبه العسكرية التي أرسلتها أنقرة في عام 2020 لمساعدة حكومة الوفاق السابقة لم تغادر البلاد، وبينما توقف القتال إلى حد كبير منذ الخريف الماضي، لا يزال احتمال تجدد الاشتباكات قائما.
نقطة تحوّل
ورأت “واشنطن بوست” أن هذه الخطوة تُمثل نقطة تحوّل مُحتملة في المشاركة الأمريكية في ليبيا، بعد سنوات من عهد الرئيس دونالد ترامب، حيث كانت سياسة “الحياد النشط” الأمريكية مُعقّدة أحيانًا بسبب الإشارات المتضاربة حول الجانب الذي تدعمه واشنطن.
لكن المسؤول أقر بأنه لا تزال هناك تحديات كبيرة، بما في ذلك بوادر المعارضة المحتملة من الفصائل المسلحة في طرابلس، والهجوم على وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بعد مناشداتها لسحب المرتزقة والقوات التركية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تحديد الأهداف الرئيسية للعملية الانتخابية في الأشهر المقبلة، بما في ذلك مسألة ما إذا كان الليبيون سينتخبون رئيسًا جديدًا بشكل مباشر أو عن طريق البرلمان، ومتى سيتم إجراء الاستفتاء على الدستور.