تأجيل الانتخابات في قندهار بعد هجوم طالبان
قررت السلطات الأفغانية تأجيل عملية الانتخابات التشريعية في ولاية قندهار، والتي كان مقرراً لها أن تنطلق اليوم السبت في 32 ولاية من أصل 34، يتنافس فيها 2500 مرشح على 249 مقعداً في البرلمان.
جاء هذا القرار إثر هجوم على اجتماع أمني داخل مقرّ حاكم الولاية الأفغانية الجنوبية الخميس الماضي، تبنّته حركة طالبان، راح ضحيته قائد شرطة الولاية وأمريكيّان إلى جانب إصابة 13 شخصاً، بحسب ما تناقلته وكالات أنباء دولية.
وذكرت مصادر إعلامية أنَّ الهجوم كان يستهدف قائد قوة حلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأمريكي “سكوت ميلر”، بينما نفى ميلر خلال تصريح أدلى به أمس الجمعة لمحطة “تولو نيوز”، أن يكون الهجوم لأجل استهدافه شخصياً.
وبحسب رويترز فإنّ المتحدّث باسم الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني، أعلن في بيان صدر بعد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن القومي، تأجيل الانتخابات التشريعية في الولاية لأسبوع، فيما ستعلن لجنة الانتخابات الموعد الجديد.
وكان عبد البادي سيد رئيس لجنة الانتخابات في أفغانستان قد علق خلال مؤتمر صحفي على إمكانية إجراء انتخابات في بلاده بقوله: “تنظيم انتخابات ليس بالأمر السهل في أفغانستان” ، في إشارة منه الى خطورة الموقف وحجم التحديات التي تواجهها الدولة ولجنة الانتخابات، لأجل هذا الاستحقاق المهمّ، والذي كان من المفترض أن يتم خلال العام 2015، وتم إرجاؤه بسبب الصعوبات الأمنية، والمخاطر التي قد تهدد الناخبين.
وقياساً بالحالة الليبية؛ فإنّ أفغانستان التي تعدُّ من أكثر البلدان احتضاناً للجماعات الإرهابية المتطرفة، والأضعف من حيث سلطة الدولة وهيمنتها على أراضيها، والأفقر أيضاً، والأكثر تعداداً للسكان.. استطاعت تحدّي كلّ العقبات أمام خوض عملية انتخابية لاختيار برلمانها، تعقبها عمليةٌ أخرى بعد سنة لاختيار الرئيس.
وفي ليبيا الدولة الأغنى والأقل تعداداً، يستمر الجدل بين الأوساط السياسية حول إمكانية تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية، أو حتى عملية الاستفتاء على مشروع الدستور المطروح، وفشلت كل الأطراف في تحقيق هذه الغاية التي قد تسهم في توحيد الصف الليبي حال نجاحها، في وقت يعدّ فيه التخوّف من تربّص التنظيمات الإرهابية أمراً ثانوياً في أغلب المناطق الليبية، وحتى وإن تمّ خلال الفترة الماضية استهداف مقرّ اللجنة العليا للانتخابات في طرابلس، فما هو إلا عملية أُريد بها بثّ الخوف والذعر في قلوب المواطنين والمنظمين للانتخابات بأنّ القادم سيكون أدهى وأمرّ، كي تتولد عند الجميع حالة من العزوف عن التوجّه لصناديق الاقتراع؛ خوفاً من الاستهداف والتعرّض للقتل.
إلا أنّ الحالةَ الأفغانية يفترض أن تكون درساً في تحدي الشعوب لنيل حقوقها، وإنهاء حالة الشتات والفوضى التي عاشتها لسنوات، والتضحية من أجل نهوض الدولة من أجل مستقبل الأجيال.