تأثير روتين النوم على التحصيل العلمي
يعتبر النوم مكوّن أساسي ومهمّ لوظائف الجسم خاصة اذا ما تحدّثنا عن الموظفين المرتبطين بدوامات عمل محدّدة أو طلاب مدارس. كذلك أغلب الخبراء والدراسات ربطوا موضوع التحصيل العلمي بقلّة النوم.
ولنعرف أكثر عن هذا الموضوع أجرى برنامج الصبح الذي يُبث على قناة 218tv حواراً مع الخبيرة في مجال التعلي لينا حمارنة وجاء فيه:
ما هي العلاقة بين التحصيل العلمي وقلة النوم؟
هناك الكثير من الدراسات التي تقوم بها المؤسسة الوطنية للنوم، وهي جمعية أمريكية تعنى في دراسات حول طبيعة النوم الصحي والسليم واضطراباته، أثبتت أنّ هناك تأثير لقلّة النوم على افراز عدّة هرمونات في الجسم.
إحدى هذه الهرمونات هي MMDA، وهو مسؤول عن تنشيط الذاكرة. يفرز هذا الهرمون خلال نومنا ويسمح للخلايا العصبية بامتصاص الكالسيوم بالتالي تنشيط الذاكرة عند الأطفال.
الهرمون الآخر هو الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم عمليات النوم والإيقاظ، لذلك فقلة النوم والتعرض كثيرا للأجهزة الذكية تؤدي الى قلة إفرازه ممّا يؤثر سلبا على النشاط عند الإنسان والعمليات الحيوية في الجسم.
ما هي الساعة الحيوية وما هو تأثيرها على الإنسان؟
الساعة الحيوية مرتبطة بشكل أساسي بالهرمون الذي تحدثنا عنه سابقا وهو الميلاتونين. الموضوع لا يعتمد فقط على عدد ساعات النوم بل يرتكز على أوقات هذه الساعات كيف نختارها وما هو الافضل لأجسامنا بحسب فئاتنا العمرية. لذلك يمكن القول أنّ النوم الصحي مرتبط بساعات معينة أي بين الساعة الثامنة مساء حتى الساعة 8 صباحا، العلاقة وثيقة بين غياب الضوء وطلوعه. لكن اذا أردنا تحديد هذه الساعات وفقا للفئات العمرية المختلفة ستكون على الشكل التالي: من 3 الى 5 سنوات يحتاج الطفل الى النوم من 10 الى 13 ساعة، من 6 الى 13 سنة يحتاج من 9 الى 11 ساعة نوم، من 14 الى 17 عاما يحتاج الطفل من 8 الى 10 ساعات نوم. بحسب تجربتي الشخصية في المدارس خاصة في مراحل المراهقة، معظم الشبان والشابات لا ينامون عدد الساعات المطلوبة ويعدّون الأمر طبيعيا الاّ أنّ هذا الأمر خطير. فقد أثبتت الدراسات أن كلّ 55 دقيقة يتمّ تقليصها من معدّل النوم الطبيعي للطفل خلال الأسبوع تؤدي الى تدهور جسماناي وتغيّر جذري في الانفعالات والسلوكيات والجهد عند الأطفال.
ما هي الآثار السلبية الأخرى التي قد يسببها قلة النوم عند الطلاب؟
قد يسبب قلة النوم فرطاً في الحركة وقلة في التركيز عند الفئة العمرية بين 5 و 10 سنوات أمّا عند الأكبر سنا يكون التأثير عليهم مختلف أو معاكس فيصبحون أكثر عصبية وانفعال ويزيد الخمول لديهم.
هل توجد إحصائيات لأعلى معدلات حرمان في النوم عند الطلبة؟
لطالما كانت دراسات النوم مرتبطة بدراسات الدماغ خاصة خلال ال10 سنوات الأخيرة، وآخر الاحصائيات التي جرت أظهرت أن الطلاب بين 9 و10 سنوات سجلوا أعلى معدلات قلة نوم أي 73% من عدد الأطفال بهذه الفئة العمرية تعاني من قلة النوم.
ما هو دور المدرسة والأهل في معالجة هذه المشكلة؟
لدى المدرسة والأهل دور تشاركي في هذا الأمر. لذلك من المهم أن يسأل الأساتذة والمعلمين طلابهم عن عدد ساعات نومهم خاصة اذا ما لاحظوا فرط حركة عند بعضهم. أمّا مسؤولية الأهل فتقع بأن يقوموا بتحديد جدول ثابت للنوم لأطفالهم.
كيف يمكن معالجة موضوع قلة النوم؟
الأمر بسيط حين يقوم الأهل بخلق أو تطوير نظام خاص للطفل عبر إعلامه ببرنامج معيّن يجب الإلتزام فيه فيما يخصّ ساعات النوم. من المهمّ جدّاً أيضا أن نبعد عنهم الأجهزة الرقمية الذكية قبل ساعتين من النوم على الأقل مثل الآيباد، الهاتف، الكمبيوتر، ألعاب الفيديو، الخ.
ما هو الروتين الذي يجب استخدامه من قبل الأهالي في تعديل ساعات النوم بعيد العودة من العطلة؟
الموضوع يختلف بحسب الطفل والأهل على حد سواء ولكن على الأهل تجربة أكثر من أسلوب. أمّا نصيحتي لهم فهي بالعودة الى برنامج النوم الصحي قبل أسبوعين من بداية المدرسة. من المهمّ الاطلاع على الدراسات التي تمّ ذكرها لتحديد كلّ المعلومات المطلوبة وهي بمتناول الجميع فقط عليهم زيارة موقع المؤسسة الوطنية للنوم.
وفي الختام، كلّ الأطفال بحاجة ماسة الى اتباع نظام غذائي، في النوم، في الدراسة، لذلك من الضرورة أن يقوم الأهل بخلق روتين يومي لطفلهم. ومن الضروري التنبيه أنّه حتى في العطلة الصيفية أو في الأعياد، على الطفل أن يلتزم بالجدول عينه والا يسهر أكثر من الساعات المسموحة له.