بيان القيادة وخطاب السراج يُبعدان “الأمل بالحوار”
عـادت قصة الحوار السياسي وقبوله من الأطراف الليبية إلى الواجهة من جديد خاصة بعد بيان القيادة العامة للجيش الذي تلاه الناطق باسم الجيش الوطني اللواء أحمد المسماري، وكلمة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشارت القيادة العامة إلى أنها مع الحوار الضامن لوحدة ليبيا وأمنها واستقرارها، مبينة أن العملية السياسية التي تصطدم دائما بمعارضة التشكيلات المسلحة المسيطرة على القرار السياسي والأمني والاقتصادي في طرابلس، لن يكون معها حوار، وهي ذات المجموعات التي تجعل من إجراء الانتخابات أمرا مستحيلا.
وبالتالي ترى القيادة أن القضاء عليها وتفكيكها وجمع سلاحها هو المطلب أولا، ثم ينفتح الباب أمام الحوار والعملية السياسية، وهو ما يحرج من قالوا إن القيادة تراجعت عن موقفها السابق المتعلق باستمرار الحرب من عدمه.
من جانب آخر، يرى متابعون للشأن الليبي أن السراج رضخ بشكل أو بآخر للمجموعات المسلحة في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث اشترط منع المشير حفتر من المشاركة في أي حوار أو مبادرة سياسية مطروحة، مشيرا إلى أنه لن يقبل بالجلوس والتفاوض معه، واصفا إياه بـ”العسكري المتمرد”، كما اتهم عدة دول بالتدخل في الشأن الليبي والمساهمة في زرع الفوضى والدمار.
واعتبره كثير من مناصري السراج كلمته نارية غير أنها تأتي بعد التهديد المباشر من قبل قوة حماية طرابلس التي قالت في بيان أصدرته مؤخرا إن الرئاسي يعيش حالة تخبط محذرة إياه من الانفراد بالقرار، ودعت ما أسمتهم “الشرفاء والشركاء في الوطن” والمهتمين المناهضين للجيش الوطني في طرابلس لاتخاذ موقف موحد اتجاه الانتهاكات التي تعيشها.
وقال مراقبون إن خطاب السراج جاء نتيجة طبيعية لتململ المجموعات المسلحة من “الرئاسي”، وبالتالي أشادت الكلمة بالمسلحين والتشكيلات.