بومبيو يُحلّق مُنفرداً في الشرق الأوسط
ترجمة خاصة
نشرت مجلة Foreign Policy مقالاً مُفصّلاً بعنوان FLYING SOLO IN THE MIDDLE EAST “تحليق منفرد في الشرق الأوسط” حول قضية المناصب الشاغرة في الخارجية الأميركية والسلك الدبلوماسي للبلاد وتأثيرها على الدور الأميركي في الشرق الأوسط.
تثيرُ زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو، إلى الشرق الأوسط هذا الشهر، لتهدئة الحلفاء القلقين، مشكلةً ألقت بظلالها على وزارة الخارجية الأمريكية منذ تولى الرئيس دونالد ترامب منصبه قبل عامين: وهي قضية المناصب الشاغرة في الخارجية والسلك الدبلوماسي.
ومن بين البلدان التسعة التي يزورها بومبيو، هناك 5 بلدان بدون سفراء. كما يبقى منصب الدبلوماسي الأعلى في الشرق الأوسط شاغرا، يشغله بالوكالة الدبلوماسي المحترف ديفيد ساترفيلد.
ويقول المسؤولون الحاليون والسابقون إن الوظائف الشاغرة تعيقُ مشاركة الولايات المتحدة بفاعلية في قضايا المنطقة، في الوقت الذي يتصارع فيه ترامب وكبار مساعديه مع بعض أصعب تحديات السياسة الخارجية التي تواجهها واشنطن مثل: سحب القوات الأمريكية من الحرب في سوريا، ومكافحة إيران، والتصدي لخطر الحرب الأهلية المدمرة في اليمن، واستمرار عمليات مكافحة الإرهاب، وتجسير الهوة في الخلاف الذي طال أمده بين دول الخليج العربي.
تعتبر الوظائف الشاغرة مشكلة على نحو خاص، حيث تواصل إدارة ترامب إرسال رسائل متناقضة حول سياساتها تجاه الأصدقاء والأعداء في المنطقة. وكثير من الدبلوماسيين من المستوى الأدنى وأطقم السفارات الذين يرافقون الوزير في رحلاته يعملون الآن بدون أجر بسبب إغلاق الحكومة في واشنطن، ما يزيد من إضعاف وضع صُنّاع السياسة الأمريكية.
رحلة بومبيو بدأت من الـ7 وتستمر حتى الـ15 من ينايرالجاري، وتشمل الأردن والعراق ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت. ولا يوجد سفيرٌ أمريكي في كل من الأردن، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والمملكة السعودية، حيث يشغل منصب السفير الفارغ بصفة مؤقتة من قبل الدبلوماسيين المهنيين، الذين لا يتمتعون بالنفوذ نفسه في البلد المضيف مثل سفير يتم ترشيحُه وتعيينه من قبل مجلس الشيوخ.
وقالت ميشيل دن، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية ومديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي مؤسسة أبحاث مقرها واشنطن: “في حالات كثيرة لن يكون الدبلوماسيون في هذا المستوى فاعلين مثل السفراء الرسميين، في تقديم التوصيات السياسية لوزيرة الخارجية، والتوصيات التي يقدمونها قد لا تؤخذ على محمل الجد”.
وواجه وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون انتقادا شديدا من المشرعين والدبلوماسيين، لتركه عشرات من المناصب الرفيعة شاغرة في وزارة الخارجية وفي السفارات، ما أدى إلى تراجع الروح المعنوية إلى الحضيض. وعندما تولى مسؤولية وزارة الخارجية في أبريل 2018، قال بومبيو إنه سيعكسُ سياسات سلفه، وسيعمل على إعادة ملء الوظائف الشاغرة من الإدارة بسرعة.
ويقول المسؤولون الذين تحدثوا إلى “فورين بوليسي” إن غياب كبار الدبلوماسيين في بعض دول الشرق الأوسط التي يزورها يوضح أن خططه قد فشلت.
ووفقًا لرابطة العاملين في الخدمة الخارجية الأميركية، وهي اتحاد يمثل الدبلوماسيين الأميركيين ويتعقب تعيينات السفارات، فإن أكثر من 40 منصب سفيرٍ مما مجموعه 188 لا تزال شاغرة.
يعود سبب شغور عشرات الوظائف المتبقية إلى المعارك السياسية في كابيتول هيل (مقر الكونغرس) وغياب إلحاح ترامب الواضح في ترشيح الموظفين. وتخاصم بومبيو مع كبار المشرعين الديمقراطيين بشأن تأجيل بعض الترشيحات في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. على سبيل المثال، أوقف السيناتور الديمقراطي تيم كاين ترشيح مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، بسبب فشل الإدارة في الحصول على موافقة الكونغرس على الضربات الجوية في سوريا في عام 2017.
وقال بومبيو في بيان في أكتوبر الماضي “لقد قمنا بواجبنا في وزارة الخارجية من خلال طرح قائمة مرشحين”، متهماً مجلس الشيوخ الديمقراطي باستخدام مرشحي وزارة الخارجية للعب “كرة قدم سياسية”.