“بوليتيكو”: حان الوقت لاستخدام القوة الأوروبية في ليبيا
ترجمة
قالت صحيفة بوليتيكو الأمريكية إن لدى الأوروبيين مجموعة كبيرة من الأدوات لممارسة النفوذ في الشؤون العالمية، وإنه قد حان “لاستخدام لغة القوة” بدءًا من ليبيا.
وأكد مقال الصحيفة أن هناك أيضًا حالات يكون فيها للأوروبيين القدرة على التأثير في نزاع ما لأن غيابهم يضر مباشرة بمصالح القارة، وفي مثل هذه الصراعات، تكون حجة التدخل واضحة، وليبيا نموذج على ذلك.
كما يؤكد المقال على أن الأوروبيين لديهم القدرة على التأثير على ليبيا نظرًا للترابط التاريخي والاقتصادي والمجتمعي والطاقة والأمن والترابط في الهجرة، وأشار إلى أن أوروبا لن تتمكن من إحداث تغيير في الأزمة الليبية دون وجود قوات على الأرض كون النتائج المحتملة للصراع في ليبيا تذهب من سيئ إلى أسوأ.
وترى الصحيفة أن الخلافات، لا سيما بين فرنسا وإيطاليا، لعبت دورًا كبيرًا في شلل دور أوروبا في ليبيا – تاركة فراغًا ملأته دولٌ أخرى. كما أكدت أن نتائج مؤتمر برلين الأخير تتيح لأوروبا فرصة لتغيير هذا الأمر. لأنه وفر لأوروبا مكانًا على الطاولة في لعبة “الشطرنج الليبية”. لكن السؤال يبقى حول مدى استعداد أوروبا وقدرتها على إحداث هذا التغيير.
وتؤكد بوليتيكو أن إحدى النتائج السيئة المُحتملة للصراع الليبي هي أن تنجح روسيا وتركيا في فرض وقف لإطلاق النار لا يهدف إلى حل الوضع بقدر ما يؤدي إلى خلق أزمة مجمدة على الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي والناتو، مُشيرة إلى أن هذا ما فعلته موسكو سابقاً في أوروبا الشرقية مُعتبرة أن مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا هي أبرز الأمثلة على ذلك وأنه من المنطقي افتراض أن الشيء نفسه قد يحدث في ليبيا.
ويستطرد المقال بأن النتيجة الأسوأ لهذا السيناريو هي عدم وقف إطلاق النار على الإطلاق، ليستمر الصراع الدائر في طرابلس.
وبيّنت الصحيفة أنه من شأن انقسام ليبيا في ظل هذا الصراع أن يضر بشدة بالمصالح الأوروبية، من حيث الهجرة والطاقة والأمن.
ويستطرد المقال أن أفضل ما يمكن لأوروبا فعله على المدى القصير هو أن تلقي بثقلها وراء الجهود الروسية التركية لوقف إطلاق النار، ثم العمل على الأرض لضمان ذلك، معتبراً أنها الطريقة الوحيدة التي من الممكن أن تُوفر الفرصة لأوروبا للتواجد داخل البلاد وتوجيه الديناميكية بعيداً عن نزاع متجمد ونحو بناء سلام حقيقي.
ويؤكد مقال الصحيفة أن إنفاذ حظر الأسلحة على ليبيا عبر البحر لا يمكن أن يغيّر الواقع أو يمنع وصول كميات أكبر بكثير من الأسلحة إلى ليبيا عن طريق البر والجو. وبالتالي فإن الخطوة الأكثر أهمية – والأكثر فائدة بشكل لا نهائي – تتمثل في إنشاء مهمة مدنية لرصد وقف إطلاق النار وخط ترسيم الحدود، وتيسير عملية التسريح ونزع السلاح وإعادة الإدماج.
وستكون هذه فرصة لإحياء المجموعات القتالية في الاتحاد الأوروبي، وهي قوات التدخل السريع المفترض في الاتحاد الأوروبي والتي أصبحت تُشبه “المزحة” إلى حد ما بعد 14 عامًا دون نشرها ولو لمرة واحدة.
ويختتم المقال بالقول: “من المؤكد أن نشر القوات في ليبيا سيواجه بمعركة شاقة سياسياً. لكن الأمر المؤكد هو أنه إذا لم يحاول الأوروبيون إحداث تغيير في البلد، فإن تكلفة عدم القيام بأي شيء ستكون أعلى بشكل لا يضاهى لعقود قادمة وأن وقت العمل حان الآن”.