بوتفليقة “بلا خيارات”.. في مواجهة “شارع غاضب”
218TV | خاص
لم تمض سوى أربعة أيام على “تنازلات سياسية كبيرة” قدمها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أبرزها سحب ترشحه لنيل ولاية رئاسية جديدة هي الخامسة منذ عام 1999، حتى فاجأه الشارع الجزائري بـ”موجات غضب” إضافية حشد بموجبها اليوم الجمعة لتظاهرات أكبر مع بدء شهرها الثاني، وهو ما يجعل بوتفليقة ومعه الفريق السياسي والعسكري المُتحكّم به وفق ما يقوله جزائريون بلا خيارات سياسية يمكن تفعليها في مواجهة الشارع الذي يطلب المزيد من التنازلات السياسية.
وبعد ساعات من تنازلات بوتفليقة فطن جزائريون إلى أن ما بدت أنها “مكاسب سياسية” حققوها قد تكون “مناورة سياسية” من “الفريق الحاكم”، وأن على السلطة أن تضع جدولا زمنيا بمواعيد ثابتة لإنجاز مسودة دستور جديد، وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية الجديدة، التي أدى ترشح بوتفليقة لها رغم تدهور وضعه الصحي، وغيابه شبه التام عن تفاصيل الحكم اليومية إلى موجة احتجاجات لا تبدو مسبوقة خلال العقود الماضية، فيما تزيد الضغوط على المؤسسة العسكرية المتهمة جزائريا بأنها صاحبة “نفوذ عميق” وراء الكواليس، وأنها تتغطى ببوتفليقة المريض، علما أن قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح قد أطل ثلاث مرات في غضون أيام قليلة لـ”تهدئة الغضب”، و”نفض أيدي الجيش” مما يحصل.
وبحسب منصات وانطباعات وتحليلات في الداخل الجزائري، فإن الرئيس الجزائري الذي يريد من “ندوة وطنية جامعة” أن تعيد نسج المشهد السياسي، ولا يجد شخصية سياسية متحمسة لـ”قيادة وتبني” هذه الندوة قد يعمد في وقت لاحق اليوم إلى إصدار أمر رئاسي يحل بموجبه البرلمان الجزائري في خطوة أخرى لتهدئة الغضب، بعد أن قام قبل أيام بتنحية رئيس الوزراء أحمد أويحيى، وتكليف وزير الداخلية في حكومته نور الدين البدوي لتشكيل حكومة جديدة، عدا عن إنهائه مهام لجنة الانتخابات العليا المستقلة.