بنغازي.. دعوة لمظاهرات ضد التدخل العسكري التركي
تقرير 218
على الرغم من ضراوة المعارك وارتفاع أصوات الفرقعات والقنابل التي تزلزل الأرض وتهز السماء يبدو صوت الشارع وحراك المنظمات المدنية والمكونات الاجتماعية حاضرا في المشهد الليبي المتشابك .
المنظمات المدنية والنشطاء الفاعلون داخل مدينة بنغازي والذين كان لهم حضور قديماً في مواجهة مد الجماعات التكفيرية دعوا المواطنين في بنغازي ومدن المنطقة الشرقية إلى الخروج في مظاهرة شعبية كبيرة يوم الخامس من يوليو الجاري من أجل رفض التدخل العسكري التركي.
الداعون للمظاهرات لم ينادوا بساحة الكيش مكاناً وحيداً للتجمهر والتظاهر، بل طالبوا بخروج كافة المواطنين في مختلف الساحات الموجودة داخل المدن والمناطق، وهم بذلك يريدون إيصال رسالة لدول الجوار والعالم بأنهم مؤيدون للجيش الوطني الليبي، ورافضون للحضور التركي في ليبيا الذي زود حكومة الوفاق وتشكيلاتها المتناقضة بالسلاح والمرتزقة السوريين الذين توافدوا بالآلاف بحسب أرقام يوثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
الشارع الليبي لطالما كان له أثر بارز ما بعد ثورة الـ17 من فبراير، وقد كان المد الشعبي حاسماً في كثير من الأمور، ولطالما تسلح النشطاء والجمهور بالقوة والرغبة في تحقيق دعائم وأسس الدولة المدنية، وهنا نستذكر المظاهرات الشعبية في بنغازي لإخراج الدروع وأنصار الشريعة، وكذلك في طرابلس حين رفض الناس بقاء المؤتمر الوطني في السلطة ضاغطين عليه من أجل القبول بلجنة فبراير والذهاب لانتخابات مجلس النواب.
خروج المواطنين رسالة إلى الداخل والخارج، تفيد بأن المحرك الأساسي للأحداث والقائد الفعلي للمتغيرات والمواقف يجب أن يكون الشارع، والشارع اليوم يريد أن تكون له كلمته من جديد وأخذ المبادرة بعد سنوات من التراجع.