خاص|218
فجأة بدون مقدمات وفيما كان العام الجديد يطل برأسه ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في “ميدانه المفضل” موقع “تويتر” لينشر عبارة بدت غامضة جدا لتحظى في غضون وقت قصير بعشرات آلاف التعليقات، وإعادة التغريد، والإعجاب، إذ كانت مدينة بنغازي حاضرة في التغريدة الغامضة والمفاجئة، والتي كانت أولى تغريدات “العام الصعب” لترامب.
تُظْهِر الترجمة الحرفية لتغريدة ترامب عبارة “ضد بنغازي”، وفيما حاول الآلاف تنبيه ترامب إن عبارته ربما يساء فهمها حول العالم وقد تُطْلِق “رسائل سياسية خاطئة”، إلا أن ملايين الأميركيين الذي يتابعون ترامب في الفضاء الأزرق باتوا يعرفون أن “الرئيس المثير للجدل” يستخدم مصطلحات سياسية مختصرة جدا فيها دلالات ورسائل يوجهها غالبا لخصومه في الحزب الديمقراطي الذين يستعدون لمواجهته في معركة الوصول للبيت الأبيض، إذ ستجري انتخابات رئاسية مؤثرة ومفصلية في شهر نوفمبر المقبل.
تغريدة ترامب التي دفعت بنغازي إلى قلب معركة سياسية أميركية داخلية، جاءت بعد نحو ساعتين من تغريدة للمرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون التي قالت إن الأميركيين يجب أن يتحدوا لاستعادة منصب الرئاسة من ترامب، وهو ما فهمه ترامب وأميركيين بأن تغريدة هيلاري لها صلة بأداء ترامب وفريقه في حادثة محاولة اقتحام السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد، وهو ما سعى ترامب معه لتذكيرها أن ما حصل في السفارة الأميركية في بنغازي عام 2013 لن يتكرر، علما أن الهجوم على السفارة الأميركية في بنغازي قد أوقع قتلى أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفينز، فيما كان الحزب الديمقراطي حاكما، وهيلاري تحديدا وزيرة للخارجية.
ويبدو حشر ترامب لإسم مدينة بنغازي ليس خاصا بالمدينة نفسها، بقدر ما هو مماحكة سياسية للديمقراطيين ولهيلاري، في وقت روجت فيه وسائل إعلام أميركية مقربة من الديمقراطيين أن ترامب كان يلعب لعبة “الغولف” في وقت كانت سفارة في بلاده في بغداد تُخْترق أمنيا ويتم حرق بواباتها الأمنية، وهو ما نفاه ترامب بالتأكيد على أنه بدأ بالمتابعة والاتصال بالقادة فور إحاطته علما بتطورات الحالة الأمنية بمحيط السفارة الأميركية.
والظاهر سياسيا حتى الآن وبسبب قوة الجدل الذي أطلقه ترامب، فإن مدينة بنغازي قد تكون أولى “تغريدات حرب الرئاسة” التي ستدور رحاها بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في شهر نوفمبر المقبل، ويبدو فيها ترامب أنه سيخوض معركة “حياة أو موت” ليظل رئيسا حتى نهاية عام 2024.