بنغازي “المدنية” تتململ تحت وطأة “تجاوزات” مبهمة
بالتوازي مع ما اعتبره البعض تجاوزات لبعض الأجهزة الأمنية والضبطية، وكردٍّ مدني صِرف على ما تعرض له مؤخرًا الفنان “وسيم عادل” وأيضا في نفس السياق ما تعرضت له المربية “إيمان بوسنينة” من اعتقال واستجواب واحتجاز دون مسوّغ قانوني صريح، ورغم إطلاق سراح كليهما ومن معهما فإن عددًا من القوى المدنية الفاعلة من كتّاب وفنانين وإعلاميين وشخصيات عامة إضافة إلى عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والمدني في ليبيا أصدروا بيانًا بالخصوص ضمّ مئات الأسماء.
وجاء في البيان أنه في ظل تنامي انحسار الحقوق و تقييد الحريات العامة فإن الموقعين على البيان يعلنون استنكارهم لفعل القبض دون جريمة محددة اﻷركان ويؤكدون أن معايير جملة “اﻹخلال باﻵداب العامة” فضفاضة و مرنة تتيح القبض على أي مواطن بتهمة مبهمة، إذ لا يوجد في قانون العقوبات الليبي ولا في غيره جريمة بعينها اسمها مخالفة اﻵداب العامة، فلا جريمة ولا عقاب إلا بنص ولا يعد العمل الفني واﻹبداع في اﻷماكن العامة عملاً فاضحًا.
وطلب البيان من النيابة العامة خاصة والسلطة القضائية عامة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين من عناصر اﻷجهزة اﻷمنية والضبطية والذين سببوا بتجاوزاتهم غير المبررة أضرارًا معنويةً جسيمة باعتداءاتهم المتكررة على مساحات الحرية العامة بحجج واهية غير مبررة، واختتم البيان بغاية الجميع التي تتمثل في سيادة القانون و السهر على حسن تطبيقه، وعدم التنازل عنها بعد هذا المسار الدامي الذي كلف الكثير.
وفي الأثناء تستمر أيام تاناروت التي تحتفي بالسينما، وتعكس فعالياتها المختلفة الوجه المدني لهذه المدينة التي عانت كثيرا في ظل حروب لم تنته حتى هذه اللحظة في بعض مناطقها، ويقول ناشطون إنهم مستمرون في إشاعة روح الحياة والفن والمدنية في بنغازي، لأنهم يؤمنون بمدينتهم وبالحياة معا.