بلومبيرغ: تدخل أردوغان في ليبيا “مقامرة كبيرة”
تقرير | 218
في تحليل جديدة لوكالة بلومبيرغ وصفت فيه تحركات أردوغان الأخيرة بشأن ليبيا بالمقامرة أو المجازفة الكبيرة، ففي استطلاع جديد أجرته شركة Istanbul Economics Research تبين أن تحركات أردوغان في ليبيا لا تحظى بدعم شعبي كبير بعد أن أيد قرار التدخل في ليبيا 34 % من إجمالي المشاركين في استطلاع الشركة المستقلة خاصة مع العواقب السياسية والخسائر التركية التي سيخلفها.
التأييد الشعبي ليس الخطر الوحيد الذي يواجهه الرئيس التركي، فعمل الجيش بعيداً عن أراضيه دون أي خطة واضحة لتغطية احتياجاته اللوجستية تمثل عائقاً أخراً وبسبب ذلك حاولت أنقرة أن تحافظ على دور غير قتالي لجنودها على أن يشاركوا كمستشارين أو مشغلين للأصول الاستراتيجية كالطائرات المسيرة و سيقاتل عناصر الجيش السوري الحر بعد أن أقنع نجاح الحملة السورية العسكرية الأخيرة صناع السياسة في تركيا ما جعلهم يستعينون بعناصر ميليشيات سورية حسب وصف “بلومبيرغ”.
ورأت الوكالة أن خطط تركيا سيتم اختبارها بشدة من قبل الحكومات التي رفضت تحركاتها وعلى رأسها مصر، ما يجعل تصعيد تركيا عسكرياً في ليبيا معتمداً على بقية الأطراف الدولية ورغم اتفاق أنقرة مع موسكو حول وقف إطلاق النار إلا أنه حتى اللحظة لا يبدو أن أي من الطرفين على الأرض سيستجيب لذلك .
وبسبب المخاطر العالية التي تصاحب الانخراط العسكري التركي في ليبيا الذي وصفته بلومبيرغ بأنه ثمن فشل سياسة أنقرة الإقليمية معرضةً مصالحها الجيوسياسية طويلة الأجل للخطر، ما يضع أردوغان أمام تحدي إقناع الأطراف على التسوية أو إثبات مصداقية التزامه لدعم حكومة الوفاق وإنجاح صفقته التي كانت صيغة لكسر عزلة تركيا وكسب التأييد للوصول لما يعتبره أردوغان توزيعًا أكثر عدالة للموارد البحرية في شرق البحر المتوسط.