بلومبيرغ: أردوغان يبتز أوروبا
ترجمة 218
قالت وكالة بلومبيرغ الأميركية في تقرير لها إن الرئيس التركي رجب أردوغان يحشد كل إمكانات تركيا لفرض الهيمنة على المنطقة، ويستغل ضعف الدول الأوروبية بسبب تهديداته المتواصلة لها بإطلاق موجات ضخمة من المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
وقال التقرير إنه بعد ما يقرب من عقدين من الزمان على رأس دولة تمتد عبر الشرق الأوسط وأوروبا تمكّن إردوغان من فرض تركيا كقوة إقليمية كبيرة تعتبر الأقوى منذ تأسيسها عام 1923 من قبل مصطفى كمال أتاتورك. مشيرا إلى أنه عندما يعيد أردوغان فتح آيا صوفيا في إسطنبول للصلاة الأسبوع المقبل، سيكون ذلك تتويجا رمزيّا لمهمته في إعادة تأكيد دور تركيا كقوة إسلامية على الساحة العالمية. لكن التقرير يؤكد أن تركيا الآن أكثر عزلة على الساحة الإقليمية والعالمية من أي وقت مضى.
لكن وكالة بلومبيرغ لفتت الانتباه إلى أن تكلفة هذا الإنجاز كانت كبيرة، إذ تعاني تركيا حاليا من العزلة الدولية، وعداوة اليونان وقبرص وعدد من الدول العربية، بسبب قيامها بالتنقيب عن الغاز بطريقة غير شرعية شرق البحر الأبيض المتوسط، وسلوكها المتهور في ليبيا وسوريا، وتهديداتها المستمرة ضد دول الاتحاد الأوروبي بما فيه شركائها في حلف الناتو. فمن الصراعات في سوريا وليبيا إلى الضربات في العراق ، يعمل ثاني أكبر جيش للناتو ليلاً ونهارًا بطائرات مسيّرة وطائرات حربية وأسلحة ثقيلة. كما تبحر السفن التركية في البحر المتوسط ، وتخلق النزاعات حول موارد الغاز مع اليونان وقبرص عضوي الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا المجال يعلق تيموثي اش من مؤسسة بلوباي لإدارة الأصول في لندن بالقول: ”تمتلك تركيا خاصية إستراتيجية، والحقيقة أن أوروبا أصبحت أسدًا بدون أسنان أمام تركيا بسبب تهديداتها المتواصلة بإطلاق موجات من المهاجرين إليها، ومن الواضح أن أردوغان يدرك هذه الحقيقة.“
كما أوضحت الوكالة في تقريرها أن الدول الأوروبية أدانت سياسات أردوغان أكثر من مرة ، لكنها لم تتخذ عملا حقيقيا ضده، لأن تركيا هي البوابة التي يتوقف عندها المهاجرون والمتطرفون، وأن ذلك يجعل من الصعوبة للدول الأوروبية أن تفرض عقوبات على تركيا أو تتخذ أي إجراءات مشددة أخرى في ظل تهديدات أردوغان التي أتاحت له تحدي دول الاتحاد وحلف الناتو، واتباع سياسة مستقلة، مشيرة إلى رفضه الرضوخ لمطالب واشنطن ودول حلف الناتو بإلغاء صفقة صواريخ إس-400 مع روسيا.
كما ذكر التقرير أن الولايات المتحدة دعمت تركيا في ليبيا في بادئ الأمر، ما أتاح لها تحدي روسيا في ليبيا في الوقت الذي عملت أنقرة جنبا إلى جنب مع موسكو في شمال سوريا في محاربة الأكراد، ما أثار غضب أوروبا رغم مباركة ترامب للعملية التركية في سوريا.
ويذكر التقرير نقلا عن باحث من مركز ”تشاتهام الملكي“ البريطاني: ”أن علاقات تركيا مع الولايات المتحدة لا تزال جيدة على مستوى القيادة، لكنها سيئة على مستوى المؤسسات.. والواقع أن أردوغان يقامر بعلاقته مع ترامب وأنه حقق بعض الانتصارات التكتيكية في سوريا وليبيا وفي قضايا أخرى، لكنه إما أنه غير مستعد أو غير قادر على تحويلها إلى مكاسب إستراتيجية، لأن ما يحتاجه هو دبلوماسية قوية، وليس تدخلا عسكريا قويا فحسب.“
ويخلص التقرير إلى أن سياسة أردوغان بدأت تدفع بعض الدول الغربية لإنشاء تحالف مع عدد من الدول العربية لمواجهة مساعي الهيمنة التركية.