بلا نصاب ولا خطة ولا انجازات .. مؤتمر وطني ثاني باسم مختلف
كيف وصل التسعون نائبا لبيان اليوم الذي أعلنوا فيه تأييدهم لحكومة التوافق من خارج القاعة الرئيسة لمجلس النواب ودون حضور الرئيس عقيلة صالح وإن بتوقيع نائب الرئيس الأول امحمد شعيب..؟!.
يروي متابع دقيق لمسيرة مجلس النواب أنه بعد محاولات فاشلة استمرت لشهر لالتئام جلسة مناقشة حكومة التوافق ، أجل فيها النواب المؤيدون للحكومة التوافقية اعلان بيانهم ، اظهروا نيتهم الإعلان الأسبوع الماضي بعد أن أطال عقيلة صالح الغياب إثر تنقله من بلد الى بلد كتكتيك عرف عنه لتأجيل الجلسات ، وعندما وصله الخبر اتصل معلنا قدومه إلى ليبيا ومتعهدا بعقد الجلسة التي أجلت يوم الاثنين لأن النصاب لم يكتمل مرة أخرى، ومرة ثانية تتأجل الجلسة اليوم الثلاثاء بشكل غريب، إذ دخل القاعة شخص يدعى الحاج فرج، غير مدون في سجلات النواب ، وغير معروف تماما مَنْ هذا الشخص ولا لماذا دخل ولا كيف تسبب في تعطيل الجلسة ، لكن ما حدث بعد ذلك هو إعلان عدد من النواب بلغ 92 نائبا تأييدهم لحكومة التوافق.
ويطرح المتابع احتمال أن يكون هذا آخر بيان من مبنى مجلس النواب الحالي، إذ هناك توقع بأن يغادر النواب الموقعون على البيان المقر وربما المدينة، مما يحول دون اجتماع المجلس ثانية، ويبدي المتابع تخوفه من هذا الوضع المركب الذي قد يبرز فيه بعض المغامرين المعروفين بتطرفهم السياسي وإعلان تجمع ما، يلعب على عواطف جهوية أو سياسية أو دينية.
يأتي هذا في ظل تأكيد المبعوث الأممي الثالث على ضرورة التوقيع على التوافق بما توصل اليه سلفه ليون، وهو أمر صعب في ظل أنباء عن إصرار رئيس النواب على استعادة صلاحيات منصبه التي أعطاها الاتفاق المبدئي بين المتحاورين لرئيس حكومة التوافق المنتظرة.
شبكة معقدة من العلاقات المبنية على المصالح والمنافع أوصلت البرلمان إلى هذا الموقف – كما يقول المتابع – أنتج عدة مرشحين للمنصب الواحد، في ظل اختلاف الكتل والتوجهات والاختلاف بين الخطاب العلني العام الداعي للتوافق والتضحية من أجل الصالح العام، وبين الخطاب الحقيقي الذي يقال في السر، والذي يدفع باتجاه قسمة الكعكة التي تكاد تسقط في التراب في ظل انعدام القدرة على التقاطها من أي طرف .