بعيدا عن اقطيط.. وقريبا من “المبروك زقروبة”
ارتبط اسمه في أذهان أهالي مدينة الزاوية، ومن ثم مدينة بنغازي، في أحداث ثورة فبراير 2011، واشتهر بجملته الأكثر انتشارا، ” يابنشبعو شبعة يامعمر من بعدك”، ويعتبر من الأسماء التي ثارت على النظام السابق، دون أي مطامع في المناصب أو حتى لأغراض خاصة، لنفسه.
المبروك زقروبة، أو “زقروبة”، كما يُشتهر اليوم بعد سنوات من عمر الثورة، التي كان يراها مفتاحا لإنهاء الأزمات في بلاده، وأيضا إلى مستقبلها الذي يضمن السلام لأطفاله وأطفال كل ليبيا، لا يهدأ عن الحديث عمّا يحدث في بلده، من خطف وقتل وانعدام للأمن، ولا يُفوّت فرصة للمشاركة في حرب يراها ضد أعداء ليبيا وأمنها، فمن مدينة الزنتان إلى مدينة بنغازي، انتقل “زقروبة” لُيشارك الجيش الوطني حربه ضد داعش والجماعات الإرهابية، التي احتلت المدينة لسنوات، ومن ثم عاد إلى مدينة الزنتان، لا إلى مدينته الزاوية، لأسباب أمنية، تعود إلى الولاءات المسلحة، لبعض الجهات بالمنطقة الغربية.
وبالعودة إلى المواقف التي عاشها “زقروبة” والتي تعتبر من أقسى المواقف التي يواجهها المرء، هو مقتل ابنه “مالك” في بدايات شهر مايو 2015، داخل حرم جامعة الزاوية قسم الآداب بطلقة في الرأس، ولم تعرف دوافع القتل، إن كانت لها علاقة بانتماء والده إلى الجيش الوطني، أم أنها اشتباكات مسلحة أدّت إلى مقتل ابنه.
ولم يستطع “زقروبة” العودة إلى مدينته الزاوية، ومكث في مدينة الزنتان، التي أقامت لهُ عزاء لابنه، وقدّرت موقف الرجل الذي أصبح “مُهجّرا” في بلده، نتيجة لمواقفه “الثابتة” في وجه ما يحدث من متغيرات وأحداث سياسية ومسلحة في ليبيا.
يرى “زقروبة” اليوم الكثير من روّاد مواقع التواصل، على أنه حالة “نادرة” في ليبيا، التي تتهافت عليها الأسماء والبرامج “التنموية” التي لا مكان لها إلا في أرصدة سرّية لا يقربها إلا من يملك سطوة السلاح والنفوذ،
ومقارنة بطموحاته البسيطة، في مشاركته وفق تصوّره، على ترسيخ أمن بلاده بما يستطيع من قوّة وتركيز، وخاصّة بعد أن سُجن نتيجة لمواقفه المعارضة للنظام السابق، في سجن أبوسليم، في العام 2011. وخروجه بعدها مستمرا في مساعيه لتحقيق ما طمح إليه في بلده.
وبعد هذه السنوات، التي لم يكتف فيها “زقروبة” بالجلوس في بيته، أو بالمطالبة بحقوق يراها اليوم قد سرقها ساسة ليبيا بعد وصولهم إلى المناصب العليا، تتضح المقارنة القاسية والتي قد تُزعج “زقروبة” الذي لم تخرج لأجله البيانات السياسية أو التصريحات، أو حتى العزاء في ابنه، حين يتم استدعاء باسط اقطيط، الذي وصفته مجلة فوربس الأميركية بـ ” مرشح من كوكب مختلف”، الذي انقلبت بسببه مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن دعا أهالي طرابلس للخروج في الـ25 من سبتمبر، والذي يصادف غدا الاثنين، إلى ميدان الشهداء، لدعمه ضد كل الأطراف السياسية والعسكرية في ليبيا، لأجل “المنصب” في ليبيا أوّلا ومن ثم ثرواتها التي يرى قطيط أنها مفتاح الحل في ليبيا.
وهُنا تكمن المقارنة الأكثر “جدلا” بعد هذه السنوات، بين من يعمل ويقول أن معه أميركا ومن ثم تنكر وجوده في الأساس، وبين من يعمل لأجل بلده ولا ينتظر أحدا أن يقف معه. ما يجعل السؤال الأكبر اتجاه من يبحث عن منصب في الحكومة أو في رئاسة ليبيا، لماذا لا تخدم بلدك وتعمل لأجلها خارج المنصب “المُغري”؟ كما يعمل “زقروبة”.