بعد 25 عاماً.. اليوفي بلا أمير
أيمن السراري
“لا أستطيع التوقف عن مشاهدة تلك الصورة، هذه الألوان التي كتبت عليها حياتي كرجل وكلاعب”.
“أحب هذا القميص لدرجة أنه رغم كل شيء أنا مقتنع أن مصلحة الفريق تأتي دائمًا في المقام الأول”.
بهذه الكلمات ودع كلاوديو ماركيزيو معشوقته عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع صورة له عندما كان في السابعة من عمره حين كان لاعبا في أكاديمية شباب اليوفي.
رحل بوفون ولحقه ليكشتاينر واليوم رسمياً يفسخ اليوفي عقد من دافع عن ألوانه لخمسة وعشرين عاماً. تربى وترعرع في مدرسة يوفنتوس. كان فيها “البرينشبينو” الأمير الصغير وفياً طوال مسيرته في بيته الأول والأخير.
كان ماركيزيو قائداً داخل وخارج الملعب وبطلاً بكل ماتحمله الكلمة من معنى و من أكثر اللاعبين المحبوبين لدى جماهير سيدة إيطاليا ولا أبالغ إن قلت أنه سبب رئيسي في حب فئة كبيرة من الجماهير لليوفي.
ماركي كما يحب أن يناديه زملاؤه في الفريق كان مثالاً رائعاً للاعب الإيطالي الذي يجمع بين المهارة والقتالية والوعي التكتيكي.
في 28 من مارس 2015 ماركيزيو يصاب بتمزق جزئي في الرباط الصليبي لركبته اليمنى ليغيب عن الملاعب لثمانية أشهر ويعود في نوفمبر 2016 ولكن بعد عودته من الإصابة لم يكن ماركيزيو الذي نعرفه.
العام الماضي أصبح ماركيزيو خارج خطط أليغري بعد الإصابة التي أنهكته وجعلته غير قادر على حجز مقعد أساسي في تشكيلة الفريق، لتكون نهاية مؤلمة للاعب آخر قدم لليوفي كل شئ.
لم يكن ماركيزيو مجرد لاعب عادي لمشجعي سيدة إيطاليا لقد أحبته الجماهير من أول مباراة له في السيريا بي فبالنسبة لهم هو نبض لكل مشجع حقيقي لليوفي، صدمة رحيله لم يتوقعها أحد فقد كانت مفاجأة لكل جماهير السيدة العجوز وبدون أي مقدمات، وداع أمير تورينو يشبه كثيراً رحيل معشوق جماهير اليوفي الأول أليساندرو ديل بييرو.
بعد ديل بييرو يعد ماركيزيو أكثر لاعب عشق اليوفي لا أحد أحب اليوفي مثله ولعل كلماته الوداعية بعد فسخ عقده خير دليل عندما قال “مصلحة الفريق تأتي دائما في المقام الأول”
25 سنة، 11 موسماً مع الفريق الأول ، 7 أسكوديتو ، 4 كأس إيطاليا ، 3 سوبر إيطاليا، اليوم نودع ماركيزيو بعد ربع قرن من الوفاء، نودع لاعباً ضحى بكل شي من أجل اليوفي رفض عروضاً من فرق كبيرة كان راضياً بعد الإصابة بالجلوس على مقاعد البدلاء في الفريق الذي يحبه.
احتفاله بالأهداف كان دائما بتقبيل الشعار .. اليوم انتهت القصة الجميلة انتهت أحد قصص الوفاء التي كانت إيطاليا داراً لها .. رحلة 25 سنة مع أمير تورينو المشجع والعاشق قبل اللاعب تصل للنهاية .. وداعا ماركي.