بعد ضربة مرزق.. مخاوف من ظهور مفاجئ لداعش
تقرير | 218
دخلت عناصر داعش، بعد أن تم القضاء عليها في سرت وفلولها في بنغازي ودرنة، عمق الصحراء مستغلة حالة عدم الاستقرار الأمني الحاصل في البلاد، وبدأت تنشئ مقرات سرية ومعسكرات، وتختبئ على شكل جماعات صغيرة في المدن، ويبدو أن التنظيم يحاول في المدة الأخيرة الاستفادة من حالة الصراع المسلح الحاصل ليظهر نفسه.
وشنت القيادة الأميركية العسكرية في أفريقيا (أفريكوم)، التي ساعدت قوات الوفاق في القضاء على التنظيم في سرت، ضربات محدودة في أماكن متفرقة من البلاد استهدفت الفلول الفارة في عمق الصحراء، وفي آخرها أعلنت مقتل 8 عناصر من داعش في مدينة مرزق بالتنسيق مع حكومة الوفاق، بعد تقارير تفيد بمحاولة عناصر داعش النشاط من جديد في الجنوب الليبي، الذي يعاني فراغا أمنيا ومؤسساتيا، كما تفيد تقارير أخرى بأن التنظيم يجاهر بتحشيداته في مناطق جبال الهروج.
وخرج التنظيم الذي خسر معاقله في سرت عام 2016 في حرب شرسة قادتها قوات البنيان المرصوص التابعة للوفاق، متوعدا بالانتقام واستمر في عمليات إرهابية ممنهجة استهدفت عددا من المدن الليبية.
بدورها بقيت قوة لحماية وتأمين سرت تابعة لقوات البنيان المرصوص مرابطة على تخوم المدينة تحسبا لعودة التنظيم لها، إلا أنها قاب قوسين أو أدنى من الدخول في صدام مع قوات الجيش الوطني التي أيضا حاربت التنظيم في بنغازي ودرنة وتخوض معارك على تخوم طرابلس ضد كل من المجموعات المسلحة والإرهابية حيث استهدف الطيران الحربي التابع للجيش مؤخرا أحد تمركزات قوة حماية سرت.
ويظل التخوف الأكبر من استمرار داعش في زحفه بحثا عن ملاذ آخر في وقت تنشغل فيه القوات العسكرية في البلاد في حرب ضروس ضد بعضها البعض بدلا من القضاء على إرهاب اكتوى بناره كل الشعب الليبي.