بعد سنوات على رحيله.. ماركيز يمنح أرشيفه للعالم “صور نادرة”
ترجمة خاصة عن houstonchronicle.com
عندما توفي غابرييل غارسيا ماركيز في العام 2014، كان من الممكن أن ينتهي المطاف بأرشيفه من المخطوطات والرسائل والصور في ييل، هارفارد، ستانفورد، أو حتى في مكان ما في وطنه كولومبيا، حيث يعتبر الكاتب هناك شخصية وطنية محبوبة، ولكن بدلا من ذلك أرسلت أرملة وأبناء مؤلف “مائة عام من العزلة” الحائز على جائزة نوبل و “الحب في زمن الكوليرا”، كل شيء إلى أوستن للانضمام إلى أوراق وليام فولكنر، وجيمس جويس وغيرهما من عظماء الأدب.
ويعتبر أرشيف غارسيا ماركيز هو أحد أحدث وأكبر مكتسبات مركز “هاري رانسوم” في جامعة تكساس، ويقع في مبنى من سبعة طوابق على طول الحافة الغربية من الحرم الجامعي أوستن.
وفي الوقت نفسه الذي يتراجع فيه مسار الورقة، نجد أن التكنولوجيا تحول المسودات الرقمية والرسائل والصور إلى إفيميرا – البيانات التي من الممكن أن تضيع بنقرة زر واحدة أو تحطم القرص الصلب، ويأمل المركز في منع تلك الخسائر من خلال تعليم الكتّاب كيفية الحفاظ على المواد الخاصة بهم، ولكن بالتأكيد سيكون هناك المساومة والضغط، فليس كل الكتاب يريدون المخاطرة بمشاركة كل أعمالهم مع العالم بضغطة واحدة من الكيبورد.
ولكن التكنولوجيا أيضا في صدد محو عرقلة البحوث الأرشيفية، ووضع المواد في متناول الجميع خاصة أولئك الذين لا تطأ أقدامهم المكتبات، وفي وقت سابق تلقى مركز رانسوم منحة لرقمنة أكثر من “24.000” صفحة من أرشيف غارسيا ماركيز الورقي، وهي جائزة بقيمة 126،730 دولارا من شأنها أن تفحص المواد المطبوعة للمؤلف وتضعها على الإنترنت.
وسيتيح المشروع الذي يستمر لـ 18 شهرا ويموله مجلس المكتبات وموارد المعلومات، إتاحة هذه المواد لكل من لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت، بغض النظر عن مكان وجوده في العالم.
ففي أواخر عام 2013 عندما أصبح غارسيا ماركيز مريضا، بدأت زوجته “مرسيدس” وأبناؤه في التفكير بقيمة المواد المهنية للكاتب، بما في ذلك أكثر من 2000 رسالة، ففكروا إلي أين يجب أن تذهب بعد وفاته، وستيفن إينيس الذي كان قد وصل لتوه ليكون المدير الجديد لمركز رانسوم وردته مكالمة هاتفية تسأله ما إذا كانت تكساس ستهتم بالأرشيف؟
وردّ إينيس بعدها أن هذا السؤال كان استثنائيا، وبطبيعة الحال فإن الجواب بالتأكيد هو نعم، وبعد عام تقريبا من المفاوضات دفع مركز رانسوم 2.2 ألف دولار ثمنا للأرشيف، حيث قال غارسيا الإبن إن الأسرة نظرت إلى الأمر بجدية ولم تكن هناك عروض أخرى، وقال أيضا إن الأسرة كانت لديها فكرة عن المركز، ورأت أن الأرشيف سيكون محفوظا بشكل جيد هناك.
وكانت هذه واحدة من الانتصارات الكبيرة الأولى لإينيس الذي كان في السابق أمينا لمكتبة في فولغر شكسبير في واشنطن العاصمة.
وقالت “مارغي رين” مديرة التنمية في المركز إن اقتناء شيء يؤدي أحيانا إلى شيء آخر، فعندما يعلن مركز رانسوم عن صفقة جديدة كبيرة، فإن الأخبار تجعل المكان “مغناطيسا” للكُتّاب الآخرين كما قالت، والفوز يؤدي إلى مجندين أفضل، والمزيد من المال وحتى الفوز أكثر، حيث توجد في المركز اليوم حوالي 42 مليون مخطوطة، وحوالي مليون كتاب نادر، و 5 ملايين صورة، و 100 ألف قطعة فنية.
وعن إنقاذ المزيد من رسائل البريد الإلكتروني قال إينيس إنه في وقت ما في منتصف الثمانينات حصلنا جميعا على جهاز كمبيوتر شخصي، وليس من المستغرب أن الكتّاب أنفسهم فعلوا ذلك، وفي الواقع حتى غارسيا ماركيز ترك خمسة محركات كمبيوتر للأقراص الصلبة، على الرغم من أن معظم أرشيفه هو في الواقع “أوراق”، وقال غارسيا الإبن إن والده لم يحتفظ بأي شيء على وجه التحديد كأرشيف، لأنه كان يؤمن في الغالب بإظهار العمل النهائي فقط، لكن تلك الحواسيب التي استخدمها غارسيا ماركيز في نهاية حياته تحتوي على نوع مختلف تماما من المواد وهي الآن فقط في المراحل المبكرة من كونها “ملغومة”.