بعدك يا “بوفون” .. منهو بينا .
أيمن السراري
أخطبوط إيطاليا أو عنكبوتها أو مارادونا حراس المرمى، كثيرة هي ألقاب أعظم حارس في تاريخ كرة القدم وأغلاها “جيانلويجي بوفون”.
بوفون أو كما يناديه محبوه “جيجي” ينتمي لعائلة رياضية، فقد كان والده أدريانو بطلاً في رياضة رفع الأثقال وأمه ماريا ستيلا لاعبة رمي القرص وشقيقتاه فيرونيكا وجوينداليا لاعبتا الكرة الطائرة وعمه لورينزو حارس مرمى وهو الذي تأثر به بوفون وأصبح حارس مرمى مثله مع فارق المستويات بالطبع.
لم يكن بوفون في بداية مشواره الكروي حارس مرمى عندما انضم لناشئي نادي بارما عام 1993 بل كان لاعب وسط ، لكن الصدفة هي التي لعبت دورا في ذلك، ففي أحد المباريات أصيب أحد الحراس فكان البديل هو بوفون بسبب بنيته الجسدية وطوله المناسب لأي حارس مرمى.
بوفون بعد تلك المباراة اقتنع بفكرة أن يصبح حارس مرمى خاصة أنه كان معجباً بالحارس الكاميروني توماس نكونو الذي قدم مستويات خرافية في كأس العالم التي أقيمت في إيطاليا عام 1990، ومن شدة إعجاب بوفون بالحارس الكاميروني سمى ابنه توماس.
لست هنا بصدد الحديث عن تاريخ أفضل حارس مرمى تاريخياً لكن قصدت أن أذكر تلك التفاصيل لنشكر كل من أقنع بوفون بأن يكون حارس مرمى وأن نحبه نحن كمشجعين لليوفي أكثر من أي شخص آخر، وإن رأيت مشجعين آخرين مهما كانت انتماءاتهم يجتمعون على حب لاعب فاعلم أنه بوفون.
اليوم “جيجي” صار في التاسعة والثلاثين من عمره ولا زال يقدم مستويات تجعلك تعتقد جازما أن العمر بالنسبة لهذا السوبر مان مجرد رقم فحسب.
لقد تعلقت جماهير اليوفي بجيجي وأصبحت لا تتخيل أن يكون هناك شخص آخر غيره يحمي عرين سيدة إيطاليا أو منتخبها، صحيح أن هناك حراساً برزوا في عصر بوفون لكنهم اختفوا وظل بوفون، “فهناك حراس .. وهناك بوفون”
موسم 2017-2018 قد يكون الموسم الأخير لمعشوق الطليان واليوفي جيجي بوفون وكل جماهير اليوفي تحسب لهذا الموسم ألف حساب فلا تتقبل أن يأتي يوم ولا تكون فيه الكرة بين يدي بوفون وأنا متأكد أن كرة القدم والمرمى ستحزن لأن أفضل من وقف بين خشباتها سوف يرحل عنها ويتركها لغيره، فكلنا نقول “بعدك يا بوفون منهو بينا”.