بشأن العناوين
عمر أبو القاسم الككلي
في كثير من الأحيان يجد الكاتب صعوبة في اختيار عنوان يرضيه لعمله، حتى ليضطر إلى أن يعهد إلى صديق باختيار عنوان ملائم. وهناك من الكتاب من لا يجيدون اختيار العناوين. كما أن كتابا آخرين موهوبون في وضع عناوين لافتة.
لكن أحيان تمر العناوين أمام بعضهم وما عليهم سوى اقتناصها. وهذا المرور قد يكون تعليقا عابرا سمعوه من شخص ما وهم عابرون، أو نتيجة انبثاق ذكرى انبعثت في ذاكرتهم فجأة. في الحالة الثانية، تكون جملة ما هاجعة في ذاكرتهم وتستيقظ عند كتابة العمل الملائم.
يروي ميخائيل نعيمة عن جبران خليل جبران أنه، وهو طفل وبينما كان مستريحا في حجر أمه، نظرت إليه وقالت: أنت ملاك. ثم رفعت إحدى يديه وقالت: أجنحة متكسرة.
لاحقا كتب جبران رواية حب رومانسية بهذا العنوان. “الأجنحة المتكسرة”.
كما أن كلمة حنونة صادقة من شخص عزيز على القلب، بالذات إذا كان في حالة معاناة، قد تلهم فنانا شاعرا حساسا أو أديبا مرهف المشاعر، وعلى نحو فوري، عملا عظيما.
يروي سمير عطا الله* أنه كانت لفيروز وعاصي ابنة مريضة. “وذات يوم يسأل عاصي طفلته المريضة: قديه بتحبيني؟ فتقول: «شايف البحر شو كبير؛ قد البحر بحبك». و، مباشرة، يقوم الأب إلى عوده ويكتب ويلحن لفيروز أجمل أغانيها: «شايف البحر شو كبير”.
عندما تكون حياة الكاتب أو الفنان غنية بالتجارب، السارة أو المحزنة، تمكنه رهافته من استثمارها، بأشكال مختلفة، في أعماله وتكون ذات تأثير بالغ على وجدان المتلقي.
* سمير عطا الله “شايف البحر شو كبير”، الشرق الأوسط، 26 نوفمبر 2018 م.