برشلونة يُخلَعُ من هيبته
غادر برشلونة الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا بصورة مشينة عندما هزم بنتيجة كبيرة من بايرن ميونيخ الألماني وصلت لـ8-2 بملعب النور في العاصمة البرتغالية لشبونة في ليلة لم يتوقع أشد المتشائمين أن تكون قاتمة لهذه الدرجة بل وصفت أيضا بأنها ليلة انتهاء حقبة أحد أمتع الفرق على مستوى العالم.
سقوط كبير لبرشلونة للموسم الثالث وهذه المرة بنتيجة أكثر إذلالا أمام الماكينات الألمانية جعل 218 تفتح الباب أمام عدة تساؤلات ليجيب عنها مجموعة من الصحفيين عن أسباب المستوى المتدني للفريق الكاتلوني الذي أوصله لهذه النهاية المؤلمة وماهي الحلول الممكنة التي ستعيده لمكانته المعهودة.
خيري القاضي – صحفي رياضي
لو لعب برشلونة بالفريق الثالث لم يكن ليخسر بهذه النتيجة أمام بايرن ميونيخ .. الانهيار الكبير والخسارة تنسب لإدارة برشلونة المتعنتة بحلولها التلفيقية فالانهيار كان واضحا منذ ثلاث إلى أربع سنوات ماضية.
ميسي كان من المفترض أن يغادر برشلونة منذ 3 سنوات على أقل تقدير وهذا الاختلاف بينه وبين كريستيانو رونالدو، فهذه الأجواء غير مناسبة للاعب بقيمته يشارك مع فريق متهالك.
برشلونة يحتاج لفترة طويلة لكي يستفيق مما حدث وأعتقد أن الفرق في الليغا الموسم القادم ستتمرد عليه.
عادل قنابة – صحفي رياضي
اعتقد أن خسارة برشلونة أمام بايرن بالنتيجة المسجلة والأداء الذي شاهدناه لن يمر مرور الكرام في النادي الكتالوني، حقيقة الأمر ما شاهدناه من أداء متواضع لبرشلونة في مباراة بايرن ميونيخ هو تراكمات لسنوات ومباريات سابقة. صحيح أن برشلونة فريق كبير لكن في كل مرة نكتشف أن به لاعبين مستواهم لا يؤهلهم للعب له.
خط دفاع برشلونة والفريق عموما يعاني من قلة جودة اللاعبين وكبر سن بعضهم وهو شي يعرفه القاصي والداني ولذا جاءت الخسارة وسبقها غياب المتعة والأداء الرفيع الذي نعرفه عن برشلونة.
النتيجة ورغم فضيحتها لبرشلونة الاسم الكبير في العالم، إلا أنها أعطت الدليل الدامغ على وجود خلل كبير في الإدارة والجهاز الفني وفي اللاعبين.
برشلونة باعتماده الكلي الدائم والمستمر على ميسي أظهر قوة وضعف في آن واحد. ومباراة الأمس كغيرها أظهرت تهلهل برشلونة وتواضعه حينما يتراجع أو يقف ميسي عاجزا عن مجاراة المنافس أو عندما لا يكون النجم الأرجنتيني في يومه وهي دلالة على تواضع شخصية المدربين الذين دربوا برشلونة في السنوات الأخيرة.
بصفتي مشجعا قديما للفريق أدرك أن زمن التغيير قد حان وأن نادي برشلونة عليه التفكير الدقيق في استثمار ماله بصورة أشمل وأفضل وأن عليه دائما التفكير ألف مرة في اختيار اللاعبين.
كل ذلك لا يقلل من قيمة بايرن ميونيخ الذي أكد علوّ كعبه ورغبته في العودة لمنصة التتويج الأوروبي بفوز كاسح ومستحق وبأداء كبير ورفيع.
بالنسبة لميسي كنت أود أن يجرب ويخوض تجربة منذ سنوات في بطولة أخرى أو في ناد آخر في إسبانيا، وأعتقد شخصيا أن رونالدو أذكى من ميسي في هذا الجانب فهو دائما لديه حب المغامرة والتغيير والتحدي
ميسي مع برشلونة حقق كل شي فلذا المنطق يقول في هذه الحالة التغيير أفضل لنجم أحببنا أداءه ومتعنا كثيرا وشاهدنا تألقه على مدى أكثر من عشر سنوات.
فيصل زقطة – صحفي رياضي
خسارة برشلونة أمام بايرن لا يمكن وضعها تحت التقييم أو التحليل لأن نتيجتها شاذة وهي لا تتكرر إلا مرة في العمر هذه مباراة شاذة لا يمكن القياس عليها
من هو الخبير الذي كان يتوقع خسارة برشلونة بثمانية أمام بايرن؟ ومن هو عالم كرة القدم الذي كان يتوقع خسارة البرازيل سبعة أمام ألمانيا؟
هذه طفرات وحالات شاذة لا يمكن تحليلها وتقييمها أو القياس عليها.
أما بخصوص أداء برشلونة ونتائجه السلبية فهذه يمكن دراستها ومحاولة تفسيرها. الفريق عانى من تغيير المدربين وفي أوقات حرجة وتغيير المدربين يدمر الاستقرار الفني للفريق والإدارة أخطات مرتين، أخطات في اختيار المدربين وأخطأت في عدم تجديد الفريق والاعتماد على لاعبين تجاوزتهم المرحلة.
أما ميسي فهو لن يترك برشلونة رغم قواعد الاحتراف التي يحكمها قانون من يدفع أكثر. لكن ميسي بدأ مع برشلونة وتنتهي مسيرته في برشلونة.
عياد العشيبي – صحفي رياضي
من بديهيات كرة القدم أن قمتها تتسع للجميع متى توفرت ظروف الوصول والتربع والمحافظة عليها وتاريخيا وصلت فرق إلي قمة القمم وظلت سنوات تحصد الألقاب وتفتح أمامها الأبواب لكنها تلاشت وغابت واختفت لسنوات ثم عادت وتوهجت بعد أن غيرت أفكارها وأسلوبها وثوبها ليفربول والمان يونايتد وميلان فرق كان لها كلمتها وأسرت القلوب لكن بريقها انطفأ وتحاول اليوم العوده من جديد وقد نجح الليفر في استرجاع الذهب المفقود.
كرة القدم علمتنا أن لا أحد يعانقها ويواصلها لسنوات، غدارة وملولة، تعشق التغيير وتختار من يحاول دائما أن يكتشف مكامن الجمال فيها مقدمه لا بد منها لنصل إلى القول إن الفريق الكتالوني أحدث ثورة في عالم الكرة وأمسك بتلابيب المجد حين حضر الهولندي الطاير يوهان كرويف أحضر معه كتاب الجمال الكروي فتحول الفريق إلى مجموعة من الميدلست يعرضون أجمل الثياب ومنها ظهر فكر جديد وتواصل مع الفيلسوف لكن الفريق الكتالوني وبعد سنوات لم يفكر بتطوير الجديد وتواصلت البطولات بفضل لاعب واحد يقود ويحكم ويخطط ويأمر وينهي ومع هذا الوضع رحل العديد من الأكفاء ومعهم رحلت الأفكار وتقدم بعض من لاعبيه في العمر.
ولم يستقر الفريق منذ رحيل لويس انريكي على مدرب، كلهم عاشوا في جلباب ميسي اليوم الفريق سمع ناقوس الأحدب وشاهد الخيط الأبيض يخرج إلي الملأ وللأسف الثمن كان غاليا خسارة مذلة أمام البافريين الذين مروا بنفس التجربة حين سيطروا في سبعينيات القرن الماضي مع القيصر ثم غابوا ثم نهضوا من جديد والباحث في بواطن الأمور لن يتعب كثيرا في الوصول إلى نتيجةٍ مفادها أن ميسي تنبّأ وتوقع أن الأمور تسير إلى الأسوأ حين قرن التجديد بالتدعيم والتغيير والتطوير حتي بالإدارة التي تتحمل مسؤولية عدم تطوير الأدوات والبحث عن طرق يكفل لها المحافظة على القمة أما ميسي فلا أعتقد أنه سينجح ويجد الأرضية التي بإمكانه أن ينطلق منها ويصنع عالما كوريا لن ينجح إلا في كتالونيا التي أرضعته هرمون الحياة لا يملك جرأة الدون لا يحب تغيير الأماكن، تعوّد على برشلونة وخبزها وأرزها إنه رمزها إنه أسير هذه المدينة وفريقها وملعبها ولهذا تدخل وطالب بلاعبين وحتى بإدارة تقود
عادل بن سلمى – صحفي رياضي
خسارة نادي برشلونة في دوري الأبطال أمام بايرن ميونخ كانت متوقعة، لكن ليست بهذه النتيجة القاسية. وسبب الخسارة يعود لإدارة النادي التي لم تضع أي خطوات عملية منها اختيار مدرب يحمل تكوين وإعداد فريق للسنوات القادمة وكذلك تقدم لاعبي الفريق في العمر، مغادرة نجوم مثل نيمار.
ولم يستطيع النادي التعاقد مع لاعب في مستواه ونادي برشلونة حاليا عليه بناء فريق جديد مع مدرب يستطيع إعادة برشلونة لطريق الألقاب وبالنسبة لميسي الخيار الأقرب له هو الرحيل وإن كان ذلك صعبا.
فرج الفرجاني – صحفي رياضي
سبب خسارة برشلونة هو ضعف خط الدفاع بالإضافة إلى غياب خط الوسط الحلقة الأقوى سابقا في الفريق. نعم تتحمل الإدارة النسبة الأكبر في المستوى السيئ للفريق طوال الموسم.
ما ينقص برشلونة هو الاستقرار الفني للفريق بتعاقدهم مع مدرب ممتاز والتوقيع معه لمدّة ثلاث سنوات كأقل تقدير، أيضا تدعيم خط الدفاع وخصوصا بمركز قلب الدفاع وأيضا تدعيم خط الوسط وإيجاد بديل ممتاز للاعب بوسكيتش.
هيثم العماري – صحفي رياضي
أعتقد أنه حان الوقت لتغيير طريقة لعب برشلونة وتطويرها بشكل أكبر بمعنى أن برشلونة يعتمد فقط على لاعبي الوسط المهاريين دون تأمين خط الوسط بلاعبي ارتكاز يساندون خط الدفاع.
كما أن طريق لعب ووضعية دفاع برشلونة في هذه السنوات أصبحت مكشوفة باعتبار اعتماده على ثلاثة مدافعين فقط والذي خلق مساحات كبيرة يستطيع أن يستغلها الخصوم بسهولة.
البرشا يحتاج بصورة واضحة للاعبين يؤمّنون الخط الخلفي ولك في الثنائي إنييستا وتشافي خير دليل فهم يملكون النزعتين الدفاعية والهجومية وللعودة للخلف تجد سيدو كيتا هو العمود الفقري للفريق والذي يربط بين الدفاع والهجوم.
اما عن رحيل ميسي فأعتقد ما زالت الفرصة قائمة لو تم ترميم الفريق حسب كلامي سالف الذكر.
صبري قشوط – مدرب
السبب الأول في خسارة برشلونة كان العامل البدني. فريق البايرن كان أقوى بكثير- معدل أعمار البايرن أصغر-. من الناحية التكتيكية فقد درس فليك جيدا فريق برشلونة وقام بالضغط العالي من أجل حرمان برشلونة من الكرة.
العامل النفسي له دور كبير حيث دخل برشلونة إلى المباراة وهو يعلم أن البايرن أقوى منه بكثير. وتتحمل الإدارة الجزء الأكبر من هذه الخسارة.
ما ينقص برشلونة لتحسين وضعه قيام ثورة في النادي من جميع النواحي الإدارية والفنية والكثير من اللاعبين. يفضل بقاء ميسي في برشلونة فهو يعتبر رمزا وعلى إدارة النادي جلب لاعبين على مستوى عال بنفس اسم برشلونة، وزيادة الاعتماد على خريجي مدرسة برشلونة.
أسامة بحر – محلل رياضي
سبب خسارة برشلونة مركب بين مدرب دون المستوى وجائحة ألقت بظلالها إضافة إلى تراجع كبير في مستوى ركائز الفريق وأبرزهم طبعا ميسي الذي يمر في المرحلة الحالية بنهاية طفرته، شأنه في ذلك شأن رونالدو بمعنى لم يعد ممكنا مطالبة ميسي بتحقيق ما كان يحققه سابقا.
بالنسبة لإدارة برشلونة تخبطت كتيرا وتراجعت منذ رحيل لابورتا ولم يعد هناك مشروع واضح وأصبحت سنة تغيير الأطقم الفنية هي السائدة. حتى هوية البرشا وأسلوب لعبه فقده الفريق تماما وفي أكثر من مناسبة