برشلونة: “لا ريمونتادا”.. 7 أسباب تشرح “المعجزة”
218TV.net خاص
“لا ريمونتادا” باللغة الإسبانية تعني “نستطيع.. وكل شيء ممكن”، وهي العبارة التي ضجت بها الأوساط الإسبانية طيلة الأيام الماضية تحضيرا ل”المهمة المستحيلة”، أو هكذا بدت في الساعات التي سبقت مواجهة برشلونة مع باريس سان جيرمان.
جسّد برشلونة كلمة “لا ريمونتادا” واقعا، وحقق المعجزة عبر عودة تاريخية في النتيجة أمام فريق باريس سان جيرمان ضمن إياب دور ال 16 بدوري أبطال أوروبا، فيما يُمكن اعتبار هذه العودة أحد أشهر معجزات كرة القدم على غرار ما فعلته ألمانيا الغربية أمام المجر في مونديال 1954 وريال مدريد ضد بوروسيا منشنغلادباخ عام 1985، وليفربول ضد ميلان 2005.
قوة العودة التي سجلها برشلونة لا تكمن في العودة بحد ذاتها، لكن بالطريقة التي جاءت بها، فالنتيجة كانت تقدم برشلونة 3-1 حتى الدقيقة 88 ، ثم أصبحت 6-1 في غضون 6 دقائق فقط، أي أن برشلونة استطاع خلال هذه الدقائق الست أن يفعل ما عجز عن فعله طوال ال 87 دقيقة.
وفي كرة القدم هناك جزء مهم لا يخضع للمنطق ، ويتمثل في تفاصيل هنا وهناك مثل بعض المفاجآت وأخرى تتعلق بالعوامل البشرية، لكن إذا تكلم الجزء المتعلق بالمنطق الكروي.. فكيف خسر باريس وفاز برشلونة؟
*التوتر
لم يتماسك باريس نفسياً وتكتيكياً في الدقائق الأولى من اللقاء، ولم ينجح بجرّ المباراة خلال الربع ساعة الأولى نحو الأمان، وواصل الارتباك طوال الشوط الأول، وظهر ذلك بالأخطاء الفردية في تشتيت الكرة والتمرير ، ولعل الهدف الثاني لبرشلونة بهدف ذاتي عكسي يُلخص الموقف النفسي للفريق.
*خطأ إيمري
لا يُمكن لوْم مدرب باريس سان جيرمان أوناي إيمري بأنه دخل اللقاء بخطة دفاعية، وليست هذه الفكرة هي سبب الخسارة بحد ذاتها، لكن يُمكن لوْم المدرب أنه لم يُحسن الدفاع ولم يلعب بخط دفاع متقدم يحرم انييستا وميسي ونيمار من صناعة اللعب في العمق والأطراف.
كما أنه لم يستغل المساحات الشاسعة في الخط الخلفي لبرشلونة، ولم يلعب إيمري على أسلحته الهجومية ونقاط قوته المتمثلة بالخط الأمامي السريع “كافاني – فيراتي – دراكسلر”، رغم أن هذا الثلاثي استطاع تشكيل خطورة في كل مرة حاولوا بها التقدم نحو مرمى برشلونة، وإحداها جاء منها الهدف بالشوط الثاني.
*الشخصية
حينما فاز بايرن ميونخ موسم 2013 على برشلونة بنفس النتيجة (4-0) في الذهاب، عاد بايرن وفاز بالإياب 3-0 ، وهنا الفرق بين بايرن وباريس، حيث الشخصية والخبرة واللعب على أسلحتك ونقاط قوتك ولا تمنح اعتباراً جوهرياً لهوية ملعب المباراة سواء كان في ألمانيا أو خارجها، وهذا ما افتقده باريس الليلة ضد برشلونة.
لم يمتلك باريس الشخصية التي تصمد في الأوقات الحرجة، وافتقد لخبرة قتل اللحظات الأخيرة، ولعب خائفاً طوال التسعين دقيقة.
لكن ما هي النقاط التي تُحسب لبرشلونة؟
*التهيئة النفسية
ليس منذ الدقيقة الأولى للقاء كان واضحاً أن برشلونة مستعد معنوياً ونفسياً لأجواء اللقاء، بل قبل بداية المباراة، فلم يكن هناك كلام وصخب إعلامي وتصريحات ووعود من المدرب واللاعبين بأن الفريق سيعود باللقاء وأنه سيفعلها ، بل كانت التصريحات مقتضبة ، والمنطق سيد الموقف ، والحذر لغة كل من له علاقة ببرشلونة رسمياً أو إعلامياً.
هذا الأمر أبعد اللاعبين عن شبح الضغوط، وجعلهم يدخلون اللقاء بأريحية نفسية ورغبة في الفوز وتسجيل هدفٍ تلو الآخر بغض النظر عن عدد تلك الأهداف، أي أن برشلونة ولاعبيه لم يسجنوا أنفسهم في قفص العودة برباعية وخماسية، وكأنهم تلقواْ تعليمات واضحة تقول لهم:” العبوا واستمتعوا.. ولتكن الكرة مباشرة نحو مرمى باريس.. ولا تهتموا بما سيحدث”.
وبالفعل جاءت ثمار هذه التهيئة مبكراً منذ الدقائق الأولى.
*التهديف المُبكّر
الهدف المبكر كان له عامل السحر على قلوب اللاعبين ومنحهم الأمل، والأهم من ذلك أنه أربك لاعبي باريس سان جيرمان وجعلهم يعيشون هاجس الهدف الثاني والثالث فاضطروا للالتزام بمناطقهم الدفاعية.
وأنهى برشلونة الشوط الأول بنتيجة 2-0 ، فأصبحت الأمور الآن مختلفة عن الحال قبل اللقاء، فهناك فرق أن تدخل الشوط الثاني وأنت بحاجة لهدفين لمعادلة النتيجة بعدما كنت بحاجة لأربعة.
*التوفيق
ربما كلمة الحظ ليست هي الأنسب للتعبير عن الدراما التي حدثت في اللقاء، لكن برشلونة كان موفقاً في بعض الأوقات، فمثلاً استطاع إيقاع لاعبي سان جيرمان في فخ ارتكاب الأخطاء داخل الصندوق وكسبوا ركلتيْ جزاء إحداهما كانت الخطوة قبل الأخيرة نحو التأهل.
*نيمار
يجب التوقف عند هذا اللاعب الذي قدّم أحد أفضل مبارياته في مسيرته الكروية، وسجل هدفيْن بينهما هدف من مجهود فردي في الدقائق الأخيرة، وقاتل وشاكس طوال التسعين دقيقة ولم يترك شيئاً في كرة القدم إلا فعله، ويستحق أن يُطلق عليه نجم اللقاء.
لكن ماذا عن ميسي؟ لعب الأرجنتيني رفقة إنييستا بمهمة تحرير نيمار وخلق المساحات له وللأظهرة التي شكّلت مسماراً صنع ثغرة في خطوط باريس.
خلاصة القول: برشلونة سجّل عودة تاريخية لن تنساها الأجيال وتعب عليها ولم يستسلم، لكن الفوز على فريق بنتيجة 6-1 لا يكفي أن تكون قوياً وفي يومك، بل أيضاً تحتاج لخصم مهزوز، ودعونا نكرر مجدداً أن نتيجة الذهاب كانت: “4-0”.