بايدن يبدأ “المهمة المستحيلة”.. وترامب يُحاصِره
218TV|خاص
لم تكن “زلّة لسان”، ولا تراها كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي كذلك، تلك التي تهور بها جو بايدن الذي شغل حتى عام 2016 لثماني سنوات متتالية منصب نائب الرئيس”، إذ يعتقد كثيرون أن بايدن قد أطلق فعليا معركة السباق نحو البيت الأبيض لكن رئيسا هذه المرة، وسط توقعات بأن ينتزع بطاقة ترشح الحزب الديمقراطي متفوقا على كل منافسيه داخل الحزب الذي كان قاب قوسين من فوزه بمنصب الرئاسة عبر هيلاري كلينتون التي لم يحالفها الحظ أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يتوقع كثيرون فوزه.
ورغم أن بايدن الذي كان يتحدث في تجمع سياسي في مسقط رأسه مدينة “ديلاوير” قد استدرك وأوضح أكثر من مرة أن ما قاله ليس مقصودا وليس قرارا بالترشح، إلا أن نحو ألف من مؤيديه وقفوا في الحال وهتفوا بشعار “جو إلى الأمام”، وسط تصفيق حاد، فيما تقول أوساط داخل الحزب الديمقراطي إن مسألة ترشح بايدن ليس سوى مسألة وقت، وأنه سيتخذ القرار في أقرب أجل ممكن، وأنه يقوم بعملية “جسّ نبض” قبل أن يبدأ ما يعتبره أميركيون كثر “مهمة مستحيلة” خصوصا وأن ترامب سيسعى للحفاظ على ولاية رئاسية ثانية تُبْقيه في البيت الأبيض حتى عام 2024.
كثيرون في الداخل الأميركي يلتبس عليهم الأمر ما إذا كانت شعبية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما هي التي سمحت لبايدن بالبروز والظهور السياسي، وبالتالي اكتساب الجرأة والشعبية لاتخاذ قرار الترشح لمنصب الرئاسة، أو ما إذا كان بايدن نفسه هو الذي قدّم “إسناداً سياسياً ثقيلاً” لأوباما طيلة ثماني سنوات، إذ يميل كثيرون إلى القول إن أوباما “قليل الخبرة السياسية” وقت ترشحه عن الحزب الديمقراطي أولا، ثم لمنصب الرئاسة، وأن بايدن بقدراته التشريعية وعلاقاته السياسية هو الذي قام بتوفير “الخبرة والدعم” للبقاء في البيت الأبيض ثماني سنوات.
من جهته طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الأميركيين عبر تغريدة ساخرة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن يتحملوا هفوات أكثر وأخطر من جو بايدن، واصفا إياه ب”شخص قليل الذكاء”، وأنه لم يكن قادرا على نطق جمل بسيطة لإيصالها سياسيا إلى الأميركيين، علما أن جو بايدن كان قد قال بأن سجله سياسيا وتشريعيا هو الأقوى من بين سائر المرشحين لمنصب الرئاسة العام المقبل، واضعا نفسه في عِداد من ترشحوا لهذا المنصب، وهو لا يزال لم يقم بهذه الخطوة على نحو رسمي.