مقالات مختارة

باليرمو بين زيد وعمر

ادريس بن الطيب الأمين

غدا ينعقد مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية وهو المؤتمر الذي تضاربت حوله الآراء بين مؤيد ومعارض وبين من يتوقع منه حل المشكلة ومن يعتبره مجرد مضيعة للوقت.

بين من يعتبر باليرمو عاصمة المافيا ويربطها بالمشاركين فى المؤتمر وكأنه لوعقد فى مدينة ميلانو مثلا يتغير الحال، بل إن مجموعة الداعين إلى الحوار داخل الوطن قد نشطت كثيرا فى مواجهته دون التعرض لفكرة أنه لا يوجد مكان فى الوطن يناسب الجميع فما يناسب زيدا لا يناسب عمرا وهكذا.

ولذلك فالمكان ليس هو المهم وإنما المشاركون وطبيعة العلاقات فيما بينهم ومدى رغبتهم بالفعل فى حل الأزمة بروح وطنية.
وبناء على ما تقدم فإن من يتوهم أن مؤتمر باليرمو سيسفر عن معجزة بين الطبقة السياسية الليبية التي تعاني من فقدان الثقة بين أطرافها سوف يصاب بصدمة لكن من يعتقد بعدم جدواه أيضا مخطئ، فهو تجمّع للأطراف المسؤولة عن تدهور الأوضاع فى ليبيا، ولهذا فإن أي مقاطعة لحضور هذا المؤتمر لن تكون ذات دلالة إيجابية ولن تؤدي إلا إلى تسجيل نقاط ضد الخصوم وهو آخر ما تحتاجه الحالة الليبية.

الانتخابات التي هي الحل اللازم للحالة الليبية لن تكون ممكنة قبل ربيع العام القادم؛ ولذلك فلا مناص أمام الفرقاء من التوصل إلى اتفاق على كيفية قضاء ما تبقى لهم من الوقت معا والمهام التي عليهم القيام بها حتى موعد الانتخابات القادمة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى