باشاغا يقر بالضعف الأمني وتعطل الترتيبات
أكد وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا أن المباحث الجنائية باشرت تحقيقاتها في أحداث الهجوم الانتحاري الذي تعرّض له مقر وزارة الخارجية في العاصمة طرابلس.
وأشار باشاغا خلال مؤتمر صحفي إلى أن الهجوم أسفر عن وفاة شخصين أحدهما موظف بالوزارة والآخر مواطن هبّ للدفاع عنها، فيما أُصيب أكثر من 18 آخرين بإصابات متفاوتة إلا أنها ليست خطيرة في المجمل.
المهاجمون من جنسية أفريقية
وأوضح باشاغا أن الاستدلالات الأولية تُشير إلى أن الإرهابيين الذي نفذوا العملية من جنسيات أفريقية، لافتاً إلى عدم تبني أية جهة أو تنظيم مسؤوليته عن الحادث.
وأقرّ باشاغا بوجود ضعف أمني واضح وخلل بيّن يحتاج إلى تشكيل لجان مختصة لدراسته وتحديده ومن ثم معالجته والتخلص من هذا القصور.
وبخصوص الترتيبات الأمنية أوضح باشاغا أن الترتيبات الأمنية لم تنطلق حتى الآن فعلياً رغم اعتمادها من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلا أن إجراءاتها تسير ببطء شديد؛ نظراً لعدم تقدم المناطق العسكرية المشتركة في تنفيذها إلى النقاط المحدد لها حتى الآن، مشيراً إلى تحجج بعضها بانعدام الإمكانيات المالية.
الوضع الأمني الحالي فوضوي
وكشف بشاغا عن حقيقة مستوى الوضع الأمني الراهن في طرابلس ووصفه بالفوضى الأمنية أو الأمن غير الصحي، مؤكداً أن وزارة الداخلية بأجهزتها الأمنية والميديريات التابعة لها قادرة على تنفيذ الترتيبات الأمنية بدقة محكمة، مشيداً بإمكانيات ضباط الأمن الليبيين وقدراتهم التي تعدت مستوى الكفاءة المحلية إلى المنافسة الدولية لافتاً في الوقت نفسه أنهم غير قادرين على ممارسة مهامهم في ظل هذه الفوضى الأمنية.
وحذّر باشاغا من مغبة استمرار الوضع كما هو عليه الآن، داعياً الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن، مشيراً أن أمن الوطن مسؤولية تضامنية لا يستثنى منها أحد بداية من المواطن، منوهاً أن الانقسام الذي تشهده البلاد هو ما يمنح المنظمات الإرهابية البيئة الخصبة للانتشار والتحرك بكل يسر وحرية.
مخازن الداخلية خاوية
وأكد وزير الداخلية المفوض أنه ومنذ تسلّمه مهامه وزيراً للداخلية لا يوجد بمخازنها أية إمكانيات قد تمكنها من مباشرة مهامها بشكل مرضي، فلا سلاح ولا آليات، ولا يوجد إلا الكوادر البشرية التي تسعى بالفعل وبكل وطنية إلى القيام بدورها المنوط بها في ظل هذه الظروف الصعبة.
وأشار باشاغا إلى أن بعض المجموعات المسلحة في طرابلس تقوم بجزء من دور جيد في مكافحة الإرهاب إلّا أنها ليست مؤهلة ومدربة على ذلك، لافتاً إلى أن جماعات أخرى في المقابل تستّرت بستار الأجهزة الأمنية إدعاءً لتحقق من وراء ذلك مآرب أخرى لا تصب في صالح الوطن.
مجموعات مسلحة تدّعي مكافحتها للإرهاب
وأوضح باشاغا أن بعض الأجهزة الاستخباراتية من مختلف دول العالم تتواصل مع المجموعات المسلحة التي تدّعي أنها أجهزة مختصة في مكافحة الإرهاب لتستقي منها المعلومات في إطار تبادل المعلومة، وقمنا بالتواصل مع هذه الجهات وطلبنا منها قطع هذا التواصل مع هذه المجموعات غير المتخصصة.
وصرّح الوزير المفوض أن الأوان قد حان لأن تتسلّم الأجهزة الشرطية المختصة زمام الأمور الأمنية، وإنهاء الفوضى الأمنية وفرض استتباب الأمن.