باشاغا: لا وقف لإطلاق النار من دون تراجع الوطني
أكد وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا تقديم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق شرحا وافيا للجانب الفرنسي بشأن معطيات وحقائق غائبة عنه وهو ما قاد لتفهمه الأمر.
وأشار باشاغا خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة “مونتي كارلو” الفرنسية إلى تفهم الحكومة الفرنسية للأوضاع الجارية الآن في ليبيا، وهو ما يمثل موقفا إيجابيا منها، مؤكدا أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني قرب العاصمة طرابلس كانت صادمة ومفاجئة وغير مبررة على الإطلاق.
وأضاف أن صمت بعض الدول عن هذه العملية ولّد شعورا لدى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مفاده أنها أعطت الضوء الأخضر لقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر لإطلاق العملية العسكرية قرب العاصمة طرابلس، أو أن هذا ما فهمه المشير حفتر، وهو ما خلق حالة من عدم الرضا لدى الرئاسي الذي طالب على إثر ذلك الدول المعترفة بشرعيته بتحديد موقفها من العملية.
وشدد باشاغا على رغبة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في إنهاء الخلاف بين الأوروبيين بشأن الموقف من الأزمة الليبية، الذي يجب أن يكون موحدا؛ لأن بقاءه على الحال الذي هو عليه الآن يسبب إرباكا سياسيا، مبينا أن هذا هو السبب الذي قاد إلى قيام المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بجولة أوروبية لشرح وجهة نظره، وحث دول أوروبا على توحيد موقفها من العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني قرب العاصمة طرابلس.
وقال باشاغا إن أي حديث عن وقف لإطلاق النار لا محل له دون تراجع قوات الجيش الوطني إلى مواقعها قبل الـ4 من أبريل الماضي، مبينا أن المسار السياسي اختلف الآن عما كان عليه قبل انطلاق العملية العسكرية للجيش الوطني قرب العاصمة طرابلس رغم الحاجة إلى الحوار أكثر من أي وقت مضى.
وبين باشاغا أن معظم القوات التي تقاتل إلى جانب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق هي مساندة وقاتلت تنظيم “داعش” الإرهابي في مدينة سرت بالتنسيق والتعاون مع التحالف الدولي الذي ضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أيضا التي ساهمت في هذا التحالف، مؤكدا قيام الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة داخلية الوفاق باعتقال العناصر الإرهابية التي تسلل بعضها لصفوف قوات الرئاسي أو قوات الجيش الوطني.
وكشف باشاغا عن قرب إصدار تقرير مفصل بأسماء من يقاتلون في صفوف قوات الجيش الوطني من المطلوبين دوليا، مشيرا إلى أن الحرب الجارية قرب العاصمة طرابلس تم فرضها فرضا، وهي تُمثل حرب دفاع ستنتقل قريبا إلى طور الانتصار على قوات الجيش الوطني خلال الأسبوعين المقبلين على حد تأكيده.
وتطرق باشاغا إلى إمكانية نقل الحرب الدائرة الآن قرب العاصمة طرابلس إلى جبهات أخرى لا سيما في ظل احتمالية أن “تثور” من وصفها بالمناطق التي يسيطر عليها قائد الجيش الوطين المشير خليفة حفتر من الناحية الاسمية فقط، معربا عن ثقته في تمكن القوات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق من الانتصار في الحرب، ودعوة كافة الأطراف للتهدئة وعدم الانجرار إلى أي حرب أخرى.
وتحدث باشاغا عن اهمتمام الأسرة الدولية بالاستقرار الأمني والسياسي لليبيا لاسيما دول حوض البيض الأبيض المتوسط؛ لأن أي خلل في أوضاع البلاد سيقود إلى تعكير صفو أمن واستقرار الجميع، مؤكدا أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مستعد للتعاون مع أي دولة شريطة تسخير كافة إمكانياتها لحكومة الوفاق “الشرعية” وليس لأي حكومة أخرى موازية، على حد تعبيره.