“باسط قطيط” يُحاول دخول طرابلس من “النافذة”
إنه “الأحد”، الرابع والعشرون من “سبتمبر” الذي شغل الليبيين كثيرا، لكنه كان مع اقترابه يفقد كل يوم زخما جديدا من داعميه الافتراضيين، ليصل وقد اقترب من خط النهاية منهَكا طامحا لهزّة في العاصمة قد تكون لها تبعاتٌ تحقق طموح الداعين إلى حراك “25” سبتمبر.
لعل الصور التي نقلها لنا الإعلام عن اجتماعات ولقاءات لراعي الحراك والداعي إليه “عبد الباسط قطيط” مع بعض القيادات الإسلامية والمحسوبة على الإسلام السياسي الذي لا يكاد يُقفَل في وجهه بابٌ إلى السلطة حتى يحاول فتح آخر، قد أثرت في شعبية هذا الرجل، لأن هناك من اعتبره في البداية “قشّة” قد تنقذ غريقا من الموت، لكن استعانته بمن يعتبرهم بعض الليبيين سببا لكل أزمات ليبيا جرّدته حتى من ميزة “القشّة” هذه.
وبعض من غاصوا في خلفية هذا الرجل قالوا عنه الكثير مما أعجب بعض الليبيين، ولعل صهره الراحل رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ورجل الأعمال الكندي الشهير “إدغار برونفمان” يعتبر إحدى نقاط ضعف “قطيط” في الشارع الليبي، كذلك فإن المعلومات المتضاربة عنه وعن شركاته التي لا توجد أية بيانات لها على مواقع الإنترنت وأيضا شبهة ضلوعه في رشاوى تخص الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تجعل الغموض يلف شخصية هذا الرجل، ليتساءل الليبيون ماذا يريد “قطيط” الثري النافذ في دولةٍ مثل ليبيا؟
“قطيط” الثابت على الأرض بدعمٍ تلقاه من عدة شخصيات ليبية، هزّته تصريحات أميركية قالت إنها لن تدعم “الأفراد” الذين يسعون إلى عرقلة الجهود الأممية، فهل هي خطة “سلامة” التي رأت أميركا أن الإجماع الليبي شبه الكامل عليها قد يجعلها وحيدةً إزاء الخيار الأممي لليبيا والليبيين؟ أو أن الدعم الأميركي لحراك “قطيط” لم يكن موجودا قط، رغم إيحاء الرجل بذلك مرارا!
التصريحات الأميركية أعقبتها أو ربما نتجت عنها تصريحاتٌ أخرى لا تقل أهمية عنها، فقد أعلن رئيس حزب العدالة والبناء “محمد صوان” أمس السبت أن حزبه ليس طرفا في أيّة “مغامرات” تهدف إلى الوصول إلى السلطة خارج إطار الاتفاق السياسي، يقول مراقبون إنه كان على “صوّان” أن يتفوّه بهذه الكلمات عندما ظهرت صوره مع “قطيط” وراشد الغنوشي زعيم حزب النهظة الإسلامي التونسي، ولا ينتظر التصريح الأميركي لينفض طرفه وحزبه من كل هذا!
أما “طرابلس” الغافية على حقل من الألغام فتنتظر مصيرها بتحذيراتٍ من أجهزتها الأمنية بعدم الخروج والسماح لأية أطراف باستغلال المدنيين لتحقيق مآرب خاصّة، وبين الظروف التي تُذيب الليبيين في بوتقتها وبين الوعود التي جاء بها “قطيط” لكسر هذه البوتقة وإخراج الليبيين منها، سينتظر الليبيون والعالم نهاية الساعات القليلة المقبلة، وما سيسفر عنه “الإثنين” الخامس والعشرين من “سبتمبر” المنتظَر.