بادي وغنيوة.. ماوراء الانسحاب من طرابلس
مديرية أمن طرابلس تخلي الشوارع من السواتر الترابية وتتفقد أماكن الاشتباكات، بعد مرور شهر من الاشتباكات في شوارع العاصمة، خلت فيها الطرقات فجأة من المسلحين وآلياتهم.
بعض التحليلات أعادت السبب إلى الخوف من العقوبات الدولية، التي قد تنتج من اجتماع الأمم المتحدة الدائر حاليا، لكن صلاحية هذا التحليل تنتهي عند تذكر استمرار اشتعال المدافع بعد أن أعلنت البعثة أسماءها، ودفاع غنيوة وبادي عن نفسيهما رغم الإنذار الأممي.
عدم تحقق هذا الاحتمال، يفتح بابا آخر، يفسره غياب الواجهة السياسية لحرب طرابلس عن الأنظار، فالمجموعات المسلحة التي أشعلت حربا بمطالب سياسية، لم تكشف عمّنْ دعمها وموّلها وفتحَ أمامها العلاقات التي جلبت إليها السلاح.
في الذاكرة الليبية، يقبع عدد من السياسيين الذين طالما دعموا الحروب، وقسّموا الليبيين بتصنيفات من بنات أفكارهم، واختاروا طرفا مسلحا دون غيره، أو كانوا حاملي بنادق، وارتدوا بدلا عنها ربطات العنق ليتركوا السلاح في أيدي مؤيديهم يحركونهم متى شاؤوا عن بعْد.
قد يرتاح سكان طرابلس من القذائف والرصاص لأيام قادمة، لكن المواطن الذي يبحث عن الأمن في بيته يدرك، أن لا أمان سيتحقق، طالما تمسكت كل مجموعة بسلاحها، لتشْعل حربا، كلما أوحى بذلك سياسي يقف وراء الكواليس.