باحث: ثورة فبراير لم تُنصف التبو.. وفكرة “الانفصال” زرعها القذافي للتحريض ضدهم
اعتبر الباحث في الشؤون الثقافية واللغوية لقبائل التبو في ليبيا، حامد آدم، أن”الحكومات المتعاقبة على ليبيا ترفض التعايش مع بقية مكونات الشعب الليبي واحترام وجودهم، والدليل هو عدم ضمان مسودة الدستور لحقوقهم”.
وعن التبو في ليبيا، أوضح حامد آدم، في حديثه لموقع “أصوات مغاربية”، يتوزع التبو في كامل ليبيا بصفة عامة، غير أنهم ينتشرون بكثرة بالجنوب وتحديدا في مرزق والقطرون وأوباري وسبها والكفرة، وأنهم ينقسمون إلى فرعين هما التدا والدازا، ويختلفون نسبيا في اللهجات المتحدثة بين العشائر مع المحافظة على نفس القواعد الرئيسية اللغوية في ما بينهم.
وحول الحكومات بعد ثورة فبراير وتواصلها مع التبو، أكد الباحث بقوله: في الحقيقة تواصل تهميش هذه المدن، فعلى سبيل المثال مدينة ربيانة انقطع عنها الكهرباء لشهور طويلة ولم تعرها الدولة أي اهتمام، بل إن المدينة غير مرتبطة بالتيار الكهربائي أساسا، فهي تتغذى على مولد كهربائي يعمل بالوقود.
وأضاف الباحث في الشؤون الثقافية واللغوية لقبائل التبو في ليبيا، “جزئيا يحصل التبو على بعض المكاسب منها تدريس اللغة التباوية لأبنائهم والمهددة هي الأخرى بالإلغاء متى صدر أي قرار من جهة سيادية”.
وأشار الباحث، إلى ثورة فبراير لم تنصف التبو بل قدمت لهم مسكنات ينتهي مفعولها بمجرد تمرير مسودة الدستور.
وعرّف الباحث حامد آدم، التباوي، أنه “هو ذلك الإنسان الذي ينتمي عرقيا إلى الأمة التباوية بفرعيها تودا و دزا، ويعرف التباوي في محيط المجتمع التباوي بأن الشخص المتمسك بـ”الكوندودي” أي الهوية التباوية. فكلمة كوندودي تشمل الثقافة واللغة وعادات الزواج وطرق التعامل داخل المجتمع التباوي.. فالتباوي الذي يتخلى عن الكوندودي، الهوية التباوية، يصور على أنه منبوذ داخل مجتمعه”.
إشهار العلم الثقافي التباوي
أوضح الباحث الليبي، في سياق حديثه للموقع، عن الحدث، بقوله: “بالفعل، اجتمع عدد من الباحثين في مجال الثقافة واللغة التباوية واتفقوا على ضرورة الخروج بشعار يرمز للهوية التباوية، فكان العلم التباوي الذي يتكون من اللون الأزرق في الأعلى واللون الأصفر في الأسفل والنجمة السوداء في المنتصف.. والهدف منه هو التعبير عن الكيان التباوي وتشبثه بالأرض والحضارة التباوية”.
وكشف الباحث أن فكرة الانفصال عن الدولة الليبية هي حرب إعلامية زرعها القذافي للتحريض على أبناء التبو وتصويرهم بأنهم يريدون تكوين دولة خاصة بهم وإحداث تغيير ديموغرافي داخل البلد .
وأضاف حول هذا الأمر، “عدد التبو مثلا في التشاد يفوق بكثير عدد التبو في ليبيا، فلم لم يقم تبو تشاد بانقلاب على النظام التشادي مثلا أو المطالبة بدولة مستقلة؟ بالعكس الإنسان التباوي يميل للتعايش مع الآخر.. ثانيا العلم التباوي كان موجود منذ القدم، وإشهار العلم الحالي مجرد تحديث للإعلام السابقة، وهو يشمل كافة أبناء التبو في جميع أصقاع العالم ولا ينحصر فقط على تبو ليبيا”.
وعن مقالِ سابق له، حول المجتمع التباوي والبحث عن “سبل أخرى” لانتزاع حقوقه، أجاب الباحث الليبي، أن “المقصود هنا تذكير الحكومات أنه في حال تواصل التهميش سيتم مقاطعة الحكومة الحالية و سنتقدم بشكوى للأمم المتحدة للحصول على مكتسباتنا التي قامت من أجلها ثورة فبراير”
وختم الباحث حديثه لموقع “أصوات مغاربية”، “نحن كمكون تباوي ضد لغة الترهيب والسلاح ومع لغة الحوار، لكن لاحظنا أن المكون العربي يواجه مطالبنا بلغة القمع التي نرد عليها بدورنا دائما بمظاهر التسامح والانفتاح على الآخر، ولعل الحرص على إحياء المهرجان الثقافي التباوي كل سنة في إحدى المدن الليبية هو أبرز دليل على روح التعايش السلمي والرغبة في الانفتاح على الآخر محليا ودوليا”.