انهيار النفط يضع ليبيا أمام سيناريوهات مظلمة ومستقبل مجهول
مع انهيار أسعار النفط في السوق العالمي نتيجة الركود الذي تسبب به فيروس كورونا واستمرار إغلاق الحقول النفطية تواجه ليبيا مصيرا مجهولا مفتوحا على احتمالات عديدة.
الانخفاض القسري في إنتاج البترول تسبب في خسائر مالية تجاوزت ثلاثة مليارات وخمسمئة مليون دولار أمريكي والتي كان بالإمكان إنفاقها في شراء المعدات والأجهزة الطبية التي ستساعد الليبيين على مكافحة فيروس كورونا المستجد، هكذا قالت المؤسسة الوطنية للنفط في أحدث بياناتها.
وبدأ إغلاق في الـ17 من يناير المنصرم على خلفية شبهات تمويل الجماعات المسلحة من إيرادات النفط تسبب في وقف الإنتاج في حقول المنطقة الشرقية، والتساؤل المطروح لماذا لم تستثمر إيرادات النفط التي كانت تضخ إلى الخزينة العامة قبل الإيقاف في قطاع الصحة المتهالك بعد أن باتت عديد الدول المجاورة قبلة لعلاج الكثير من الليبيين في كل كبيرة وصغيرة فقد ضاقت بهم السبل للعلاج في الداخل فيما تعاني الكوادر الطبية من ضعف الرواتب ما تسبب في هجرهم للمستشفيات العامة ودفعت الكثيرين منهم إلى السفر للخارج وبزغ نجم العديدين منهم في دول منحتهم الإمكانات والتقدير.
بيان المؤسسة الوطنية للنفط وجه دعوات للمسؤولين عن الإقفال إلى الرفع الفوري للحصار المفروض وتجنيب حياة العاملين بقطاع النفط والمواطنين مزيدا من المعاناة فوق معاناتهم المستمرة حسب وصف البيان كما دعا باقي أجهزة الدولة إلى المحافظة على ما تبقى من احتياطيات مالية وتقليل مصاريفها.
إغلاق لا تبدو له نهاية والتساؤل الأكثر إلحاحا ما مدى جدوى إيرادات النفط في حال عودة الإنتاج إلى سابق عهده فالانهيارات التي يشهدها سوق النفط العالمي جعلت سعر مزيج برنت سبعا وعشرين وسط مخاوف من انخفاضات إلى ما دون العشرين دولار بسبب تداعيات فيروس كورونا على الطلب في السوق العالمي الذي بات يشهد وفرة في العرض مع قلة الطلب بسبب تعطل المصانع وحركة المرور في عديد الدول بعد أن بات ثلث سكان الأرض تقريبا في الحجر الصحي خوفا من انتشار الفيروس المميت.
مستقبل مظلم لليبيا في ظل استمرار إغلاق الحقول النفطية وانهيار أسعار النفط فالدولة التي تعتمد في ثمان وتسعين في المائة من إيراداتها على النفط ستصبح في القريب العاجل مفلسة في ظل الإنفاق الحكومي غير الرشيد والانقسام السياسي الحاد والاشتباكات المسلحة حامية الوطيس التي لم توقفها الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم فكيف سيتعامل مصرف ليبيا المركزي مع هذه الظروف القاهرة وماذا ينتظر الليبيون في قابل الأيام فهل ستصبح ليبيا ذات يوم رهينة قروض صندوق النقد الدولي أم أن أبناءها سيتلافون الخطر المحدق بهم ويخرجون بالبلاد من النفق المظلم إلى بر الأمان .