انهيار الآلة الإعلامية للإخوان، الأسباب .. تجفيف الموارد والخلافات الداخلية وفتور الموقف التركي
إنهيارالآلة الإعلامية للإخوان
أخذت الآلة الإعلامية للإخوان المسلمين في الإنهيار،حيث شهدت الشهور القليلة الماضية إغلاق عدة محطات تلفزيونىة تابعة للإخوان خارج مصر، كما تقلص عدد المواقع المؤيدة لهم على شبكة الإنترنت.
مؤخراً، قامت هيئة شؤون الإعلام المرئي والمسوع في الأردن بإغلاق استوديوهات قناة اليرموك التابعة للإخوان المسلمين حيث جاء هذا الإجراء الرسمي بعيد تشكيل جمعية أخرى باسم الإوان المسلمين مرخصة قانونيا، والتي طالبت بإغلاق القناة نظراً لأنها مستمرة في استخدام اسم الإخوان المسلمين بالإشارة إلى الجماعة غير المرخصة.
وفي مصر في أعقاب الإطاحة بـ محمد مرسي والقيود التي فرضت على أنشطتها كانت الجماعة قد نقلت أذرعها الإعلامية إلى الخارج، ووجدت في تركيا داعما قويا لها ومنتقدا لاذعا للنظام المصري الجديد، وهو مكان مثالي لتنفيذ عملياتها الإعلامية خارج مصر. ومع نهاية ديسمبر 2013 أُطلقت محطتان تلفزيونيتان مواليتان للإخوان المسلمين وهما “رابعة” و”الشرعية”
وانضافت إليهما ثلاث قنوات أخرى في عام 2014: وهي “مكملين” و”الشرق” و “مصر الأن ”
لكن الشهور الأخيرة، شهدت توقف بث تلفزيون “رابعة” ومحطة أخرى وهي تلفزيون “الشرق”.
وبالرغم من أن تلفزيون رابعة حاول إطلاق خدماته في أوائل شهر مايو/أيار تحت اسم جديد، وهو “الثورة”، فإنه لم يعمر طويلا وأُغلق مرة أخرى إلى أجل غير مسمى.
وذكرت تقارير حديثة أن تلفزيون “مصر الآن” قد يلاقي المصير ذاته.
لم تتأثر القنوات التلفزيونية الموالية للإخوان المسلمين فقط وإنما تأثر الموقع الرسمي للإخوان، الذي كان في السابق من أقوى الأذرع الإعلامية للحركة، يفتخر بأنه يضم عدة أقسام تحمل أخبارا سياسية واجتماعية ومقالات لأعضاء في حركة الإخوان وفي غير حركة الإخوان، ودروسا دينية، ومحتوى تعليميا من خلال الإعلام المتعدد الوسائط.
وكان الموقع يُستخدم أيضا لنشر البيانات الرسمية للإخوان والرسالة الأسبوعية للمرشد. وأصبح الآن شبحا من الصورة القديمة التي كان عليها.
لكن منذ إعادة إطلاق الموقع في مارس/آذار الماضي، أصبح النشر فيه يقتصر على البيانات الرسمية للإخوان بعدما ألغيت الأقسام الأخرى.
ونقلت البي بي سي عن القنوات التابعة للإخوان قولها إن سبب انسحابها من المشهد الإعلامي وتوقفها عن البث هو الصعوبات المالية التي تعانيها.
يبدو أن المحطات الموجودة في تركيا يمولها أفراد منتمون إلى الإخوان أو متعاطفون معهم.
وتأثر تجفيف الموارد المالية التي كانت تحظى بها بعض هذه المحطات التلفزيونية سلبا بقرار الحكومة المصرية بمصادرة أصول عدة أعضاء في حركة الإخوان المسلمين التي صنفتها الحكومة تنظيما إرهابيا في مصر.
ويبدو أن عدم قدرة الأذرع الإعلامية للإخوان اجتذاب الإعلانات فاقم هذا الوضع. الخط التحريري ورسالة هذه المحطات التلفزيونية، بعضها حرض على العنف علانية، جعلها غير قادرة على الحصول على إعلانات. ولهذا، كان عليها أن تعتمد فقط على التمويل المباشر.
واحدة من هذه المحطات وهي تلفزيون “الشرق” حاول الخروج من الأزمة المالية من خلال عرض 3000 سهم على المؤيدين له مقابل مبلغ 1000 دولار أمريكي، لكن هذه الخطوة لم تفلح في توليد الموارد المطلوبة، ولهذا، أغلقت المحطة في أغسطس/آب 2015.
وعلى المنوال ذاته، نقلت صحيفة “المصريون” الموالية للإسلاميين عن مصدر لم تسمه في حركة الإخوان المسلمين أن الحركة اضطرت إلى تسريح محرري وإداريي موقع إخوان أونلاين “نتيجة للأزمة المالية الخانقة”.
الصعوبات التي تواجهها الأذرع الإعلامية لحركة الإخوان المسلمين تأتي أيضا في ظل التقارير التي تتحدث عن الخلافات الداخلية التي تضرب الصفوف العادية للحركة، كما تعصف بكبار قادة الإخوان.
وبعيدا عن المتاعب المالية والخلافات الداخلية التي تواجهها حركة الإخوان المسلمين، هناك مؤشرات على أن تركيا التي تستضيف القنوات الموالية للإخوان، قد تكون بصدد تغيير سياستها تجاه الإخوان.
وذكرت تقارير في شهر أغسطس/آب أن قناة “مصر الآن” التي تبث من إسطنبول ستتوقف عن البث.
وكتب عمر فرج وهو مشارك في تأسيس شبكة إخبارية موالية للإخوان على موقع تويتر “وداعا مصر الآن”. كما أن أحد المذيعين في هذه القناة، سامي كمال الدين، كتب على تويتر والفيسبوك قائلا “أقول لمن يحرض على العنف في القناة، والدعوة إلى قتل الأقباط وأفراد القوات المسلحة بأن بث قناة ” مصر الأن ” سيتوقف.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “الوطن” المصرية يوم 17 أغسطس الماضي عن سعيد اللاوندي، وهو خبير في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قوله بأن الإخوان المسلمين يشكلون “مصدرا مستمرا للمتاعب” بالنسبة إلى الحكومة التركية.
وأضاف اللاوندي قائلا “سياسة التحريض” التي تنهجها قناة “مصر الآن” جعلت تركيا تواجه وضعا صعبا.
ونقلت صحيفة “اليوم السابع” عن عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يوم 22 أغسطس/آب قوله إن الإغلاق الأخير لبعض القنوات الموالية للإخوان يشير إلى تغيير في الموقف التركي تجاه الإخوان.