انقسام في الآراء السياسية الداخلية تجاه منح الثقة لحكومة باشاغا
بعد إعلان مجلس النواب مساء اليوم الثلاثاء عن منح الثقة للتشكيلة الحكومية التي طرحها رئيس الوزراء المكلف فتحي باشاغا، انقسمت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض ومحذّر من مغبة هذه الخطوة.
الرد الأبرز جاء كما كان متوقعاً من حكومة الوحدة، والتي أعلنت في بيان لها أنها مستمرة في عملها إلى حين إنجاز الانتخابات في شهر يونيو القادم، مؤكدة أن ما أقدم عليه “النواب” مخالفة للإعلان الدستوري وخطوة تفتقد للشرعية، ومتهمة مجلس النواب بالتلاعب والتزوير بنتائج التصويت.
كما أشار رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، إلى أن “منح النواب الثقة لحكومة جديدة هو مخالفة للاتفاق السياسي، وأن المجلس الأعلى للدولة يرفض الخطوات “المنفردة” للنواب”.
الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة، عبد الرحمن السويحلي، أكد استمرار حكومة الوحدة الوطنية بمهامها حتى إنجاز انتخابات يونيو القادم، وأضاف السويحلي أن “المسرحية الهزلية لبرلمان عقيلة قد انتهت بقفزة أخرى في الهواء هي والعدم سواء، فضلاً عن التزوير والتلاعب الفاضح الذي شابها”، حسب قوله.
من جانبه، أشار رئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان، إلى أن ما يجري الآن رغم كل الظروف الصعبة والاستقطاب الحاد والمخاوف المتبادلة والناجمة عن مراحل الصراعات السابقة العنيفة؛ إلا أنه “يمثل هذه المرة محاولة لاستعادة الليبيين زمام المبادرة السياسيّة والتأسيس للشرعية الصحيحة النابعة من الليبيين؛ فهم المصدر الأساسي للشرعيّة مهما كانت هشاشة المشهد الليبي، الشرعية التي كانت تُستمد من الاعتراف الدولي ابتداء من 2014”
بدوره، أشاد مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، بخطوة منح الثقة لحكومة باشاغا، وأعرب عن تهنئته “لكل الليبيين والليبيات بتشكيل أول حكومة بتوافق وطني بعيداً عن تدخل الأمم المتحدة والقوى الأجنبية.” كما دعا الدباشي “أن تكون الحكومة الجديدة في مستوى الآمال المعقودة عليها وأن توفق في جمع شمل الليبيين والوصول بهم إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن.”
الكاتب والباحث السياسي محمد الجارح، أكد في منشور له أن فتحي باشاغا “بات يملك اليوم فرة لقيادة ليبيا الى الانتخابات بعد أن فشل عبد الحميد الدبيبة في ذلك”، مضيفا في الوقت نفسه أن طريقة تشكيل الحكومة لا تنبئ بخير، إلا أن قيادة باشاغا قد تكون مختلفة عن إدارة الدبيبة، وتشكل الفرق بين الفشل والنجاح.
ردود فعل متباينة تجاه حكومة باشاغا تعكس تباين الآراء بخصوصها وتظهر بوضوح أن مهمة الحكومة القادمة لن تكون سهلة في ظل رفض عدد من الأطراف السياسية الاعتراف بها، فهل سينجح باشاغا بتعبيد الطريق أمام حكومته وتحقيق ما وعد به وعجزت عنه حكومة الدبيبة بإيصال البلاد للانتخابات؟