انقسامات العدالة والبناء.. القطة تأكل أبناءها
عبّر رئيس دائرة الإتصال والإعلام بحزب العدالة والبناء عبد السلام جويد، عن امتعاضه حيال توجيه جماعة الإخوان المسلمين لعناصرها المنتسبين لحزب العدالة والبناء في ليبيا، بحسب تقرير نشرته العين الإخبارية.
و ذكر التقرير أن أجويد حذر عبر بيان أصدره بالخصوص، من مغبة هذا التدخل الذي سيعرض استقلالية الحزب للخطر والانقسام، واصفاً هذه التصرفات الهادفة للهيمنة على قرارات الحزب بـ”غير المسؤولة”، وأن هذا التوجيه والتدخل يُعدُّ مخالفاً لفكرة تأسيس الحزب، المبنية على الشراكة الفردية.
من جانبه أشار الباحث في الشأن السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم، إلى أن بيان أجويد يفيد بأن الصراع بين جماعة الأخوان المسلمين داخل الحزب وأعضاء حزب العدالة والبناء غير المنتسبين للجماعة؛ قد صار معلناً، الأمر الذي قد يؤدي إلى إضعاف كيان الجماعة في ليبيا برمّته كما حدث في مصر منذ وقت قريب، مشيراً في الوقت ذاته إلى ترتيبات جديدة قد يتخذها الحزب تطال تغيير سياساته بما لا يتوافق مع رؤى جماعة الأخوان المسلمين، ما سيتسبّب في إثارة غضب قادتها.
وسلط بلقاسم الضوء على صراع آخر يدور داخل أروقة الحزب، بين قسمين من أعضائه، أولّهما يؤمن بإمكانية نقل التجربة التونسية، المبنية على فتح قنوات تواصل مع الأطراف الفاعلة في التيارات السياسية الأخرى، على مبدأ المشاركة في الحكم لا الانفراد به، فيما يتمسك القسم الآخر بأفكاره المتشدّدة التي لا تعترف بالشريك في ممارسة السلطة في البلاد، وتسعى لاحتكارها بشكل من الهيمنة.
وبحسب تقييم بلقاسم لوضع جماعة الإسلام السياسي الحالي في ليبيا، فإنّها قد باتت هشة، بعد فقدان سيطرتها على أفضل معاقلها في بنغازي، في الوقت الذي يرفض فيه الشارع الليبي طموح هذه الكيانات للسيطرة على المشهد السياسي الليبي، فضلاً عمّا تشهده الساحة من تطور إيجابي في العلاقات المصرية مع مدينة مصراتة.
وأوضح بلقاسم أنَّ جماعة الإخوان المسلمين ما زالت تملك أدوات فاعلة داخل مؤسسات الدولة الليبية، وعلى رأسها المجلس الأعلى للدولة الذي يرأسه عضو الجماعة وعضو المكتب التنفيذي لحزب العدالة والبناء خالد المشري، إلى جانب رئيس ديوان المحاسبة ورئيس مكتب السياسات بحزب العدالة والبناء خالد شكشك، فضلا عن اللاعبيين الأساسيّين، الأعضاء داخل المجلس الرئاسي من المحسوبين على الجماعة وهم عبد السلام كاجمان وأحمد حمزة ومحمد العماري.
ويتوقع بلقاسم أنّ حزب العدالة والبناء ذاهب إلى اختيار رئيس جديد في يناير المقبل خلال انعقاد مؤتمره العام، لافتاً إلى أن أبرز المرشحين هم عماد البناني وصلاح الشلوي وعبد السلام أجويد ونزار كعوان ومحمد الخضراوي وصالح المسماري، مبينا بأن هذه الأسماء تُعدّ من الرموز النشطة والمهمة التي تعكس توجهات تختلف عن السائد، والذي كان يتبعها رئيس الحزب الحالي محمد صوان.
وأضاف بأن أعضاء جماعة الإخوان في حزب العدالة والبناء لا يشكلون أكثر من 10% من إجمالي المنتسبين إلى عضويته، ورغم ذلك فإنّ الصدام حقيقي بينهم ونظرائهم من غير المنتمين للجماعة، لاسيّما بعد أن دعت الأخيرة في بيان مسرّب الأعضاءَ من عناصرها؛ إلى تجديد عضويتهم، وهو ما عدّه البعض تدخّلا في شؤون الحزب الداخلية.