انطباعاتنا عن اللعبة Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2 المنتظرة!
بالفترة الماضية، تم توفير كود ديمو لعبة Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2 من قبل شركة Activision. بالطبع اللعبة لم تصدر بعد، لذلك كان من الضروري طرح انطباع وتحليل دقيق لما ستكون عليه اللعبة وقت صدورها؛ ألا وهو الديمو. وهذا ما سيكون مقال اليوم متمحورًا حوله.
إنها Remaster ممتاز وعبقري للجزأين الماضيين من اللعبة، واللذين حققا نجاحات باهرة في عاميّ 1999 و2000 على التوالي. اللعبة الجديدة من تطوير استوديوهات Vicarious Visions وتوزيع Activision، وتقدم تجربة محسنة بالكامل، مقارنة مع الجزأين الماضيين اللذين كانا من تطوير Neversoft. ستكون Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2 متاحة للجميع بتاريخ 4 سبتمبر 2020، على مختلف منصّات اللعب.
الديمو للوهلة الأولى يبدو محدودًا للغاية، حيث توجد العديد من الخواص المغلقة، بجانب أكثر من قائمة ضبط ممنوع الولوج إليها من الأساس. لكن هذا بديهي ومنطقي ومُستوعب، إنه ديمو على كل حال. فبعد ترك العناصر المغلقة جانبًا، عينك مباشرة ستذهب نحو خيار Single Session، والذي فيه تقوم بتجربة اللعبة فعلًا، لكن في جولة مغلقة مكانيًّا، ومحدودة زمنيًّا. الجولة نفسها اشتملت على وجودك في منتصفها، بينما جميع أقطار وخبايا الحلبة التدريبية تفتح لك أحضانها، لتسرح وتمرح وتفعل ما تشاء. هنا صالة التدريب أمامك كعالم مفتوح، مليئة بالأشياء القابلة للكسر، وكذلك بالمنحنيات الخطيرة، مما يعطيك شعورًا بأن المكان فعلًا يستحق قضاء وقتك كله فيه، وأنه ليس محدودًا على الإطلاق.
اِلعب على الفور، لا مزاح هنا!
لا توجد فقرة تدريبية، فقط أنت تجد نفسك في منتصف اللعبة، والزلّاجة بالفعل بها قوة دفع تقوم بتحريكك. وتحكماتك كلاعب تتمثل في ثلاثة أشياء: التحرك بالكاميرا، التحرك بالشخصية، والقفز بالشخصية. القفز هنا لا يتم الاعتماد على الزر ثم تنفيذ الأمر، بل بكبس الزر ثم تنفيذ الأمر بعد رفع إصبعك عنه، فبالتالي يُعطيك فرصة للتركيز واختيار اللحظة المناسبة للقيام بقفزة ممتازة. وبينما أنت تقفز، هنا يأتي دور التحرك. حيث أن نفس تحكمات التحرك على الأرض (للأمام والخلف واليمين واليسار)، هي تحكمات التحرك في الهواء، وبها تستطيع موازنة نفسك للهبوط بسلمية. وكلما حافظت على لفّات أكثر في الهواء دون الهبوط بزاوية سيئة، كافئتك اللعبة بنقاط أكثر. ومع جمع النقاط، ستفتح خانة القدرة الخاصة – Special، وهذه سأتركها لك لتكتشفها أثناء اللعب بنفسك.
لكن مهلًا، الحياة ليست وردية كما تعتقد. فبينما أنت تتحرك بالشخصية، تتحرك لا إراديًّا بالكاميرا أيضًا؛ بهدف كشف العالم من حولك. خصوصًا إذا قررت تسجيل لعبك، ستحتاج وقتها إلى استخدام الكاميرا كثيرًا لخلق زاويتك السينمائية الفريدة أثناء تنفيذ القفزة المميزة خاصتك. الكاميرا مشكلتها أنها لا تلف بك 360 درجة للأسف. فإذا تخيلنا المكان من حولك على شكل دائرة، فالكاميرا تستطيع إطلاعك على ثلاثة أرباع تلك الدائرة فقط، بينما تأتي عند حافة الربع الرابع، وتُجبرك على اللفّ في الاتجاه المعاكس لا إراديًّا.
أما بالنسبة للجرافيكس، فأدهشتني فعلًا. سر تميّز الرسوميّات هنا ليس في مدى واقعيتها، بل في مدى توافقها مع البيئة المحيطة. أعتقد أن الاستوديو المطور عمد إلى عدم إغراق الشخصيات في الواقعية، ليجعل عينك تركز أكثر على البيئة المحيطة المليئة بالحواجز والمنحنيات المرتبطة فعلًا بجوهر اللعبة. كما أن الإنعكاسات ممتازة ومضبوطة بالشعرة، وهذا جعل البيئة المحيطة واقعية بدرجة كبيرة للاعبين المهتمين بتوافق فيزياء المكان مع الشخصية التي يلعبون بها.
ومن الناحية الأخرى، هذا لا يعني عدم اهتمام الاستوديو بالشخصيات نفسها؛ بالعكس. هناك شخصيات كثيرة باللعبة، وفي الديمو ظهرت لي ثلاثة شخصيات. ولكل شخصية خواص فيزيائية ومهارات تزلج خاصة، وعبر فهمها جيدًا تستطيع اختيار الأنسب لك.
فنيّات التعديل
اللعبة تتيح لك تعديل الكثير من الأشياء في الواقع. بداية من شكل لوح التزلج، مرورًا بالشخصيات، ووصولًا للمقطوعات الموسيقية التي تصدح بالخلفية أثناء اللعب. المقطوعات تحديدًا كانت إضافة رائعة، فإذا كانت جولة التزلج فقط معتمدة على أصوات احتكاك العجلات بالموجودات من حولها، لكانت رتيبة للغاية. والأغاني المُختارة حقًا حماسية، وتخدم أجواء اللعبة جدًا.
الشيء الوحيد الذي قد يدمر متعة اللعب، هي المدة المحدودة للجولة. ربما هذا أمر مرتبط فقط بالديمو الذي حصلنا عليه، وربما هو جزء من اللعبة الرئيسية عندما تصدر. لكن الجولة لم تكن إلا 120 ثانية فقط، وهذا يجعلك متوترًا أثناء اللعب، ويُجبرك على حصد أكبر كم من النقاط قبل انتهاء الوقت، فبالتالي تكسب دولارات بداخل اللعبة، وبدورها تنفعك في شراء أشياء أخرى بداخلها.
أجواء التزلج من المفترض أن تكون مريحة ومرخية للأعصاب، وأن يكون وقت اللعب فيها وقتًا مزيلًا لعناء يوم طويل من العمل والأحمال النفسية. إلا أن الوقت المحدود يُثقل كاهل اللاعب بأطنان من العبء النفسي للأسف. لذلك ربما خاصية Create A Park المغلقة في الديمو، مهمتها الرئيسية هي صنع حلبة تزلج خاصة بك، لتلعب فيها بالقدر الذي تريده. أتحرقّ شوقًا للعب اللعب كاملة يا رفاق، يبدو أنها ستكون تجربة دسمة فعلًا.
أما إذا تركنا محدودية الزمن جانبًا، سنرى أن اللعبة مريحة إلى أقصى حد. فإذا قررت إغلاق الموسيقى الصادحة في الخلفية، ستحصل على تجربة ASMR من أجمل ما يكون. صوت احتكاك عجلات التزلج بالأرض الخشبية تارة والأسمنتية تارة أخرى؛ مرضي للغاية. حتى إذا هبطت بشكلٍ خاطئ ولم تفلح الحركة، صوت الارتطام بالأرض في حد ذاته؛ مُرضٍ أيضًا. لذلك أنصح شخصيًّا بارتداء سماعة رأس تُعطي أصواتًا مسطحة وغير مضخمة على الإطلاق، لتعيش نفس تجربة الراحة التي عشتها أنا أثناء اللعب.
بالتأكيد هناك عشرات الأشياء التي ستجعل تجربة اللعب أفضل، وسنراها في النسخة النهائية من اللعبة. لكن على حد ما عاصرنا في الديمو، اللعبة مبشرة فعلًا، وربما تكون واحدة من الألعاب التي فعلًا تمتصّ همومك كثقبٍ أسود، وتقدم لك ساعات هادئة في جوف الليل، تتناسى فيها أحزانك، وتندمج معها في قلب حلبة؛ أنت الوحيد المتحكم في مقاليدها.