انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.. الغرب يرحب والروس يتوعدون
في أحد أكبر تحولات الأمن الأوروبي منذ عقود، أكد الرئيس الفنلندي سولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين في بيان مشترك عزمهما على التقدم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “دون إبطاء”، معربين عن أملهما في اتخاذ الخطوات الضرورية على المستوى الوطني لاعتماد هذا القرار بسرعة في الأيام المقبلة.
من جانبه، نوه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج؛ بأن الفنلنديين سيكونون “موضع ترحيب شديد”، متعهدا بعملية انضمام “سلسة وسريعة”، فيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يدعم تماما اختيار فنلندا الانضمام للحلف.
وأعلنت السويد، في وقت سابق، أنها ستحذو حذو جارتها، في خطوة ستؤدي إلى توسيع التحالف العسكري الغربي، على عكس ما سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحيلولة دون حدوثه، بإعلانه الحرب على أوكرانيا، وأثار قرار الدولتين بالتخلي عن وضع الحياد الذي حافظتا عليه طوال الحرب الباردة، غضب الكرملين، واصفًا إياه بالتهديد المباشر لروسيا، وتوعد المتحدث باسمه دميتري بيسكوف برد يتضمن إجراءات “عسكرية تقنية” لم يحددها، مضيفًا أن توسيع الأطلسي لا يجعل القارة أكثر استقرارًا وأمنًا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستضطر إلى اتخاذ ما وصفتها بـ”إجراءات انتقامية سواء ذات طبيعة عسكرية تقنية أو طبيعة أخرى”، دون أن تذكر تفاصيل أخرى أيضًا، بينما سبق لمسؤولين روس أن تحدثوا عن إجراءات محتملة تتضمن نشر صواريخ نووية عند بحر البلطيق.
وفي تعليقه على الرد الروسي، حمّل الرئيس نينيستو روسيا مسؤولية ما آلت إليه الأمور، من خلال شنها الحرب على جارتها.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن الولايات المتحدة ستدعم أي تحرك من جانب فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف الناتو.
وأعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن سيتوجه إلى ألمانيا غدًا السبت بدعوة من نظيرته أنالينا بربوك؛ لحضور اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول حلف الناتو بخصوص ردهم على الحرب في أوكرانيا.
وأشارت الوزارة، في بيان لها، إلى أن أعضاء الحلف سيقرون “مفهومًا استراتيجيًا جديدًا” لتوجيه عمل الحلف خلال السنوات العشر المقبلة.