انتقال البرلمان إلى بنغازي.. آمال ليبية بـ”نقلة سياسية”
218TV.net خاص
باستثناء أن القرار يؤشر إلى تعزيز استقرار الحالة الأمنية التي مهد لها الجيش في بنغازي، وكذلك باستثناء أن الليبيين يريدون أن يروا المدينة وقد بدأت “آثار وتداعيات” التحرير تعود إليها تدريجيا، فإنه يمكن القول أن قرار مجلس النواب بالعودة إلى بنغازي لم يُثِر اهتمام أحد من الليبيين، فالبرلمان –أداءً وحضورا- لم يرض تطلعات السواد الأعظم من الليبيين، باستثناء الجزئية المتعلقة بتأمين “الغطاء السياسي” للمؤسسة العسكرية التي أنجزت ما هو مطلوب منها في “المعركة العسكرية”، بانتظار أن يُبادر النواب إلى المطلوب منهم في “المعركة السياسية” في ليبيا.
لم يُقدّم مجلس النواب أداء سياسياً مقنعا في الأشهر الأخيرة، وتعتقد أوساط ليبية أن قيادة البرلمان لم تقم بأي دور من أجل “لم شمل” البرلمان في جلسات واضحة، ولم يسع إلى القفز عن عُقْدة “الشرق والغرب” التي انتقلت حماها إلى البرلمان، بعد انقسامات شتى طالت الحكومة والبرلمان ومؤسسة النفط، فيما يعتبر “الانقسام البرلماني” أخطر وأكبر لأنه يمس حياة الناس “مساساً مباشرا”، فيما تتندر أوساط ليبية بالقول إن البرلمان جسّد الانقسام بـ”أبشع صوره” ففي ليبيا –وفقا للمُتندّرين- ثلاثة برلمانات إذا ما احتسب المؤتمر الوطني العام إلى جانب برلمان صنعه “داعمو الاتفاق السياسي” من النواب، وبرلمان آخر في طبرق يبدو رئيسه عقيلة صالح مطمئنا أن لا “رئيس غيره”.
أوساط الـ”Social media” الليبي ترى أنه لا فائدة من “نقلة جغرافية” للبرلمان في الوقت الراهن، فكل المدن الليبية قادرة على احتضان “عمل تشريعي ورقابي”، بل يطالبون بأن تكون النقلة “سياسية واحترافية”، وأن يتحول البرلمان إلى منصة تشريعية ورقابية احترافية للمساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ليبيا التي تقف على كل المستويات عند “الهاوية”.
وتقول الأوساط ذاتها إن مجلس النواب الليبي عبر أعداد كبيرة من أعضائه قد تحولوا إلى نواب في دول وعواصم أخرى، وأنهم يتقاضون رواتب وامتيازات لا يقدمون مقابلها أي إنجاز على صعيد السياسة والتشريع، فيما تلفت نفس الأوساط إلى أن هذا “الوضع الشاذ” كان مقبولا حينما كانت الأحوال الأمنية ليست مستقرة، لكنهم يشيرون إلى أن بنغازي باتت مدينة محررة وآمنة، وهو ما يستدعي أن يعود النواب إلى مكاتبهم ليكاشفوا الليبيين بـ”صوت واضح” عن “الحال الليبي”، وبما يمكنهم أن يفعلوه، أو حتى ذلك الذين لا يستطيعون فعله.